( عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة) الصائدي. منسوب إلى "صائد". بطن من "همدان". وقد اجتمع nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري، والسمعاني: على الصائدي. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : هو غلط. وصوابه: "العائذي". قاله ابن الحباب والنسابة. انتهى. والصواب: الأول.
( قال: دخلت المسجد، فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص) رضي الله عنهما، ( جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم، فجلست إليه. فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم، في سفر. فنزلنا منزلا. فمنا من يصلح خباءه. ومنا من ينتضل) هو من "المناضلة"، وهي المراماة بالنشاب.
( ومنا من هو في جشره) بفتح الجيم والشين. وهي الدواب التي ترعى، وتبيت مكانها.
( إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم: الصلاة جامعة) بنصب "الصلاة" على الإغراء، وجامعة على الحال.
( فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: إنه لم يكن نبي قبلي، إلا كان حقا عليه: أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم. وإن أمتكم هذه، جعل عافيتها في أولها. وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها. وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا) هذه اللفظة، رويت على أوجه;
[ ص: 264 ] أحدها ( وهو الذي نقله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض، عن جمهور الرواة) : "يرقق" بضم الياء وفتح الراء، وبقافين. أي: يصير بعضها رقيقا. أي: خفيفا. لعظم ما بعده. فالثاني يجعل الأول رقيقا.
وقيل: معناه: يشبه بعضها بعضا.
وقيل: يدور بعضها في بعض، ويذهب ويجيء.
وقيل: معناه يسوق بعضها إلى بعض، لتحسينها وتسويلها.
والوجه الثاني: "فيرفق" بفتح الياء وإسكان الراء، وبعدها فاء مضمومة.
( وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي. ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة: فلتأته منيته، وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) . هذا، من جوامع كلمه صلى الله عليه وآله وسلم، وبديع حكمه. وهذه قاعدة مهمة فينبغي الاعتناء بها. وأن الإنسان يلزم: أن لا يفعل مع الناس، إلا ما يحب أن يفعلوه معه.
( ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر) معناه: ادفعوا الثاني، فإنه [ ص: 265 ] خارج على الإمام. فإن لم يندفع إلا بحرب وقتال، فقاتلوه. فإن دعت المقاتلة إلى قتله، جاز قتله، ولا ضمان فيه لأنه ظالم متعد في قتاله.
المقصود بهذا الكلام: أن هذا القائل، لما سمع كلام nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو، وذكر الحديث في تحريم منازعة الخليفة الأول، وأن الثاني يقتل: فاعتقد هذا القائل هذا الوصف في nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية، لمنازعته nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه. وكانت قد سبقت بيعة nindex.php?page=showalam&ids=8علي. فرأى هذا: أن نفقة nindex.php?page=showalam&ids=33 "معاوية" على أجناده وأتباعه في حرب nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه ومنازعته ومقاتلته إياه: من أكل المال بالباطل، ومن قتل النفس. لأنه قتال بغير حق. فلا يستحق أحد مالا، في مقاتلته.
[ ص: 266 ] ( قال: فسكت ساعة. ثم قال: أطعه في طاعة الله. واعصه في معصية الله عز وجل) .