( عن الحسن; قال: عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني "في مرضه الذي مات فيه" فقال معقل: إني محدثك حديثا، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لو علمت أن لي حياة: ما حدثتك به) ، وفي الرواية الأخرى: nindex.php?page=hadith&LINKID=657213 "لولا أني في الموت لم أحدثك به"، يحتمل: أنه كان يخافه على نفسه، قبل هذا الحال. ورأى وجوب تبليغ العلم الذي عنده قبل موته، لئلا يكون مضيعا له. وقد أمرنا كلنا بالتبليغ.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : إنما فعل هذا، لأنه علم قبل هذا: أنه ممن لا ينفعه الوعظ كما ظهر منه مع غيره، ثم خاف معقل من كتمان الحديث، ورأى تبليغه.
أو فعله لأنه خافه لو ذكره في حياته، لما يهيج عليه هذا الحديث ويثبته في قلوب الناس، من سوء حاله.
قال النووي : والاحتمال الثاني هو الظاهر. والأول ضعيف. فإن الأمر [ ص: 297 ] بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يسقط باحتمال عدم قبوله. والله أعلم.
( إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت - يوم يموت - وهو غاش لرعيته) .
أحدهما: أن يكون مستحلا لغشهم، فتحرم عليه الجنة، ويخلد في النار.
والثاني: أنه لا يستحله فيمتنع من دخولها أول وهلة، مع الفائزين. وهو معنى قوله: "لم يدخل معهم" أي: وقت دخولهم. بل يؤخر عنهم، عقوبة له، إما في النار، وإما في الحساب، وإما في غير ذلك.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : قد نبه صلى الله عليه وآله وسلم، على أن ذلك، من الكبائر الموبقة المبعدة عن الجنة. قال: ومعناه بين في التحذير من [ ص: 298 ] غش المسلمين، لمن قلده الله شيئا من أمرهم، واسترعاه عليهم، ونصبه لمصلحتهم في دينهم أو دنياهم، فإذا خان فيما اؤتمن عليه، فلم ينصح فيما قلده: إما بتضييعه تعريفهم ما يلزمهم من دينهم وأخذهم به. وإما بالقيام بما يتعين عليه من حفظ شرائعهم والذب عنها، لكل متصد لإدخال داخلة فيها، أو تحريف لمعانيها، أو إهمال حدودهم، أو تضييع حقوقهم، أو ترك حماية حوزتهم ومجاهدة عدوهم، أو ترك سيرة العدل فيهم: فقد غشهم. والله أعلم.