[ ص: 299 ] (الشرح) ( عن الحسن; أن عائذ بن عمرو) رضي الله عنه ( وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "دخل على nindex.php?page=showalam&ids=16521عبيد الله بن زياد، فقال: أي بني! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: إن شر الرعاء الحطمة) قالوا: هو العنيف في رعيته، لا يرفق بها في سوقها ومرعاها، بل يحطمها في ذلك، وفي سقيها وغيره. ويزحم بعضها ببعض، بحيث يؤذيها ويحطمها.
( فإياك أن تكون منهم. فقال له: اجلس. فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم) يعني: لست من فضلائهم وعلمائهم، وأهل المراتب منهم. بل من سقطهم.
"والنخالة" هنا: استعارة من نخالة الدقيق. وهي قشوره. والنخالة، والحفالة، والحثالة: بمعنى واحد.
( فقال: وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم، وفي غيرهم) ، هذا من جزل الكلام وفصيحه وصدقه، الذي ينقاد له كل مسلم. فإن الصحابة "رضي الله عنهم" كلهم: هم صفوة الناس، وسادات الأمة، وأفضل ممن بعدهم. وكلهم عدول قدوة، لا نخالة فيهم. وإنما جاء التخليط ممن بعدهم، وفيمن بعدهم كانت النخالة.