( عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان ) رضي الله عنه; ( قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير. وكنت أسأله عن الشر; مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر. فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: "نعم". فقلت له: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم. وفيه دخن") .
[ ص: 343 ] قال أبو عبيد وغيره: "الدخن" بفتح الدال والخاء. أصله: أن تكون في لون الدابة كدورة إلى سواد. قالوا: والمراد هنا: أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض، ولا يزول خبثها، ولا ترجع إلى ما كانت عليه من الصفا . قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : المراد بالخير بعد الشر: أيام nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز "رضي الله عنه".
( قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي. ويهتدون بغير هديي") . "الهدي": الهيئة والسيرة والطريقة.
( تعرف منهم وتنكر) . قال النووي : المراد: الأمراء بعد " nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ". انتهى.
قلت: إبقاء الحديث على العموم أولى من تخصيصه ببعض الأزمان.
( فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم. دعاة على أبواب جهنم. من أجابهم إليها، قذفوه فيها") .
قال العلماء: هؤلاء من كان من الأمراء: يدعو إلى بدعة أو ضلال آخر; كالخوارج. والقرامطة. وأصحاب المحنة. وكل داعية إلى بدعته.
[ ص: 344 ] ( فقلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال: "نعم. هم قوم من جلدتنا. ويتكلمون بألسنتنا".
قلت: يا رسول الله! فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة، ولا إمام؟) . كما هو مشاهد اليوم.
( قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك") .
فيه: الإرشاد إلى العزلة، في زمان الفتن.
قال النووي : في هذا الحديث: لزوم جماعة المسلمين وإمامهم; ووجوب طاعته، وإن فسق وعمل المعاصي; من أخذ الأموال وغير ذلك. فتجب طاعته في غير معصية.