"فيه" دلالة ظاهرة على أن "الانتثار" غير الاستنشاق، وأنه إخراج الماء بعد الاستنشاق، مع ما في الأنف من "مخاط" وشبهه.
وبه قال جمهور أهل اللغة، والفقهاء، والمحدثون؛ وتدل عليه الرواية الأخرى "استنشق ثم استنثر" فجمع بينهما. قال أهل اللغة: هو مأخوذ من "النثرة" وهي طرف الأنف. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره: هي "الأنف". والمشهور الأول..
وعن الفراء: يقال: "نثر الرجل"، "وانتثر"، "واستنثر"، إذا حرك "النثرة" في الطهارة.
"وفي هذا الحديث" أيضا دليل على وجوب الاستنشاق؛ لمطلق الأمر. وحمل الانتثار على الندب محتمل. جمعا بين الأدلة الدالة على الاستحباب.
"والاستنشاق": إيصال الماء إلى داخل الأنف، وجذبه بالنفس إلى أقصاه.
وفي حديث "لقيط": أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=676914 "وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما"، وهو حديث صحيح، رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998 "أبو داود"، nindex.php?page=showalam&ids=13948 "والترمذي" وغيرهما، بالأسانيد الصحيحة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وفي الأفضل خمسة أوجه: أصحها: أن يتمضمض ويستنشق، بثلاث [ ص: 479 ] غرفات، يتمضمض من كل واحدة، ثم يستنشق منها، وبهذا جاءت الأحاديث الصحيحة في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم، وغيرهما.
وحديث الفصل ضعيف، فتعين المصير إلى الجمع "بثلاث غرفات".