(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة) بضم الباء وفتحها، وكسرها؛ "ثلاث لغات". والكسر قليل.
(فقال: السلام عليكم، دار قوم مؤمنين) نصب "دار" على الاختصاص أو النداء المضاف. والأول أظهر.
ويصح "الخفض" على البدل من الكاف والميم في "عليكم".
[ ص: 484 ] والمراد بها على الأخيرين "الجماعة" أو "أهل الدار". وعلى الأول مثله أو المنزل.
"وإنا إن شاء الله بكم لاحقون"، والاستثناء للتبرك، لا للشك.
ولامتثال أمر الله تعالى. أو هو عادة للمتكلم يحس به كلامه، أو عائد إلى اللحوق في هذا المكان. وقيل: أقوال أخرى ضعيفة.
"وددت أنا قد رأينا إخواننا" أي: في الحياة الدنيا. وقيل: بعد الموت. قاله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: والظاهر الأول.
قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: "أنتم أصحابي":
ليس نفيا لأخوتهم، ولكن ذكر مرتبتهم الزائدة بالصحبة.
فهؤلاء إخوة "صحابة"، والذين لم يأتوا بعد "إخوة" ليسوا بصحابة.
[ ص: 485 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: ذهب nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في هذا الحديث وغيره من الأحاديث في فضل من يأتي آخر الزمان: إلى أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل ممن كان من جملة الصحابة.
ومعنى قوله "خيركم قرني"، "خير الناس قرني" أي: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، ومن سلك مسلكهم، فهؤلاء أفضل الأمة. وهم المرادون بالحديث.
وأما من خلط في زمنه صلى الله عليه وسلم "وإن رآه وصحبه"، أو لم يكن له سابقة. ولا أثر في الدين؛ فقد يكون في القرون التي تأتي بعد القرن الأول، من يفضلهم، على ما دلت عليه الآثار.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: وقد ذهب إلى هذا أيضا غيره من المتكلمين على المعاني. قال: وذهب معظم العلماء إلى خلاف هذا. وأن من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ورآه مرة، وحصلت له مزية الصحبة، أفضل من كل من يأتي بعد. فإن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل.
وعندي: أن في هذا الحديث ذكر الأخوة والبشارة للأمة الأخيرة؛ وليس فيه من بيان المزية والفضيلة لهم على الصحابة شيء.
والمسألة [ ص: 486 ] هذه مشهورة عن nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر؛ وفيها كلام وبحث لا يليق ذكره هاهنا.
ولعلنا تكلمنا عليها في بعض مؤلفاتنا "كالانتقاد" وغيره، فراجع.
"فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال "أرأيت لو أن رجلا له خيلا غرا محجلة بين ظهري خيل دهم" واحده "أدهم" وهو الأسود "والدهمة" السواد "بهم" قيل: السود أيضا.
وقيل: الذي لا يخالط لونه لونا سواه؛ سواء كان أسود، أو أبيض، أو أحمر، بل يكون لونه خالصا.
وهذا قول nindex.php?page=showalam&ids=12758 "ابن السكيت"، "وأبي حاتم السجستاني" وغيرهما.
"ألا يعرف خيله؟" قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء".
تقدم تفسير "الغرة"، "والتحجيل" وهذا موضع الترجمة.
"وأنا فرطهم على الحوض" قال الهروي وغيره: معناه: أنا أتقدمهم على الحوض.
يقال: "فرط القوم"، إذا تقدمهم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء والأرشاء.
وفي هذا الحديث بشارة لهذه الأمة. زادها الله شرفا وكثرة. فهنيئا لمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرطه.
[ ص: 487 ] "ألا ليذادن رجال عن حوضي، كما يذاد "البعير" الضال؛ أناديهم؛ ألا هلم!".