وقال النووي : (باب: تحريم تصوير صورة الحيوان، وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة: بالفرش ونحوه، وأن الملائكة "عليهم السلام" لا يدخلون بيتا فيه صورة أو كلب).
(حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم \ النووي ص 82، 83 جـ 14 المطبعة المصرية
(عن nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة)، رضي الله عنها؛ (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ أصبح يوما واجما). بالجيم. قال: أهل اللغة: هو الساكت، الذي يظهر عليه الهم والكآبة. وقيل: هو الحزين. يقال: "وجم يجم وجوما".
(فقالت nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة: يا رسول الله! لقد استنكرت هيئتك، منذ اليوم). قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: إن جبريل عليه السلام كان وعدني: أن يلقاني الليلة، فلم يلقني. أم والله! ما أخلفني).
فيه: أنه يستحب للإنسان؛ إذا رأى صاحبه ومن له حق واجما: أن يسأله عن سببه، فيساعده فيما يمكن مساعدته، أو يتحزن معه، أو يذكره بطريق يزول به ذلك العارض.
وفيه: التنبيه على الوثوق بوعد الله ورسله. لكن؛ قد يكون للشيء شرط، فيتوقف على حصوله. أو يتخيل بوقت، ويكون غير موقت به. ونحو ذلك.
(قال: فظل رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ يومه ذلك على ذلك).
[ ص: 89 ] فيه: أنه إذا تكدر وقت الإنسان، أو تنكدت وظيفته، ونحو ذلك: فينبغي أن يفكر في سببه، كما فعل النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، حتى استخرج الكلب. وهو من نحو قوله تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.
(ثم وقع في نفسه "جرو كلب")؛ بكسر الجيم، وضمها، وفتحها. ثلاث لغات مشهورات: وهو الصغير من أولاد الكلب، وسائر السباع. والجمع: "أجر وجراء" مثل: أفلس وكتاب وجمع الجراء: "أجرية".
(تحت فسطاط لنا). فيه ست لغات؛ بالطاء. وبالتاء. وبتشديد السين، وضم الفاء فيهن. وتكسر. وهو: نحو [ ص: 90 ] "الخباء". قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: المراد به هنا: "بعض حجال البيت"؛ بدليل قولها في الحديث الآخر: "تحت سرير nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة".
وأصل الفسطاط: عمود الأخبية، التي تقام عليها.
(فأمر به، فأخرج. ثم أخذ بيده ماء، فنضح به مكانه). احتج به جماعة؛ في نجاسة الكلب. قالوا: والمراد بالنضح: الغسل. وتأولته المالكية على أنه: غسله لخوف حصول بوله، أو روثه.
(فلما أمسى، لقيه جبريل عليه السلام، فقال له: "قد كنت وعدتني: أن تلقاني البارحة". قال: أجل. ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب، ولا صورة).
قال العلماء: سبب امتناعهم من بيت فيه كلب: كثرة أكلها النجاسات. ولأن بعضها يسمى: "شيطانا". كما جاء به الحديث.
[ ص: 91 ] والملائكة ضد الشياطين. وقبح رائحة الكلب؛ والملائكة تكره الرائحة القبيحة. ولأنه منهي عن اتخاذه، فعوقب متخذه: بحرمان دخول الملائكة بيته، وصلاتها فيه، واستغفارها له، وتبريكها عليه، وفي بيته، ودفعها أذى الشيطان.
وسبب امتناعهم من بيت فيه صورة: كونها معصية فاحشة، وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى، وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: وإنما لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب، أو صورة؛ مما يحرم اقتناؤه "من الكلاب والصور". فأما ما ليس بحرام؛ من كلب الصيد، والزرع، والماشية، والصورة التي تمتهن في البساط والوسادة وغيرهما: فلا يمتنع دخول الملائكة بسببه. وأشار nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض إلى نحو ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي.
قال النووي : والأظهر: أنه عام في كل كلب، وكل صورة. وأنهم يمتنعون من الجميع؛ لإطلاق الأحاديث. ولأن "الجرو" الذي كان في بيت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم؛ تحت السرير: كان له فيه عذر ظاهر. فإنه لم يعلم به. ومع هذا؛ امتنع جبريل عليه [ ص: 92 ] السلام، من دخول البيت. وعلل بالجرو. فلو كان العذر في وجود الصورة والكلب، لا يمنعهم: لم يمتنع جبريل عليه السلام. انتهى.
قلت: وهذا هو الصحيح المختار، الراجح في هذه المسألة. والله أعلم.
(فأصبح رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم - يومئذ - فأمر بقتل الكلاب. حتى إنه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير، ويترك كلب الحائط الكبير).
المراد بالحائط: البستان. وفرق بين الحائطين؛ لأن الكبير تدعو الحاجة إلى حفظ جوانبه، ولا يتمكن "الناظور" من المحافظة على ذلك، بخلاف الصغير.
قال النووي : والأمر بقتل الكلاب: منسوخ. انتهى. يعني: غير الأسود؛ فإنه شيطان لا بد من قتله.