وسبب كراهة ذلك؛ أن لفظة "الكرم"، كانت العرب تطلقها على "شجر العنب"، وعلى "العنب"، وعلى "الخمر المتخذة من العنب". سموها "كرما"؛ لكونها متخذة منه، ولأنها تحمل على الكرم والسخاء. فكره الشرع: إطلاق هذه اللفظة على "العنب وشجره"، لأنهم إذا سمعوا اللفظة، ربما تذكروا بها): الخمر، وهيجت نفوسهم إليها، فوقعوا فيها، أو قاربوا ذلك.
وقال: إنما يستحق هذا الاسم: الرجل المسلم، أو قلب المؤمن. لأن "الكرم" مشتق من "الكرم" بفتح الراء. وقد قال الله [ ص: 185 ] تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. فسمى قلب المؤمن: "كرما"؛ لما فيه من الإيمان، والهدى، والنور، والتقوى، والصفات المستحقة لهذا الاسم. وكذلك الرجل المسلم.
قال أهل اللغة: يقال: "رجل كرم" بإسكان الراء. وامرأة كرم. ورجلان كرم. ورجال كرم. وامرأتان كرم. ونسوة كرم. كله بفتح الراء وإسكانها. بمعنى: "كريم. وكريمان. وكرام. وكريمات". وصف بالمصدر؛ "كضيف وعدل". والله أعلم.