[ ص: 192 ] أحدهما: أن الحديث الثاني، لبيان الجواز. وأن النهي في الأول: للأدب وكراهة التنزيه، لا للتحريم.
والثاني: أن المراد: النهي عن الإكثار من استعمال هذه اللفظة، واتخاذها عادة شائعة. ولم ينه عن إطلاقها في نادر من الأحوال. واختار nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: هذا الجواب.
ولا نهي في قول المملوك: "سيدي". لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ليقل: سيدي. لأن لفظة "السيد"، غير مختصة بالله تعالى اختصاص الرب، ولا مستعملة فيه كاستعمالها. حتى نقل عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: أنه كره الدعاء بسيدي. ولم يأت تسمية الله تعالى: "بالسيد" في القرآن، ولا في حديث متواتر. وقد قال النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=652505 "إن ابني، هذا سيد". nindex.php?page=hadith&LINKID=652816وقوموا إلى سيدكم". يعني: nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ. وفي الحديث الآخر: nindex.php?page=hadith&LINKID=659760 "اسمعوا ما يقول سيدكم". فليس في قول العبد: "سيدي"؛ إشكال، ولا لبس. لأنه: يستعمله غير العبد والأمة. ولا بأس أيضا بقول العبد لسيده: مولاي. فإن المولى، وقع على ستة عشر معنى:
منها: الناصر، والمالك. وأما قوله في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع، وأبي معاوية: عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة. يرفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=690197 "ولا يقل العبد لسيده: مولاي. فإن مولاكم [ ص: 193 ] الله"؛ فقد اختلف الرواة عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، في ذكر هذه اللفظة. فلم يذكرها عنه آخرون. وحذفها أصح. والله أعلم.
وأما استعمال "الجارية"، في "الحرة الصغيرة": فمشهور معروف، في الجاهلية والإسلام. والظاهر: أن المراد بالنهي: من استعمله على جهة التعاظم والارتفاع، لا للوصف والتعريف. والله أعلم. هذا كلام النووي ، رحمه الله.