(عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما؛ (قال: سلم ناس من يهود، على رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، فقالوا: السام عليكم. يا أبا القاسم!) . والسام: "الموت".
(فقال: "وعليكم") . فيه: أن الرد على أهل الكتاب، أن يقال لهم: "وعليكم" فقط. أو: "عليكم" بدون لفظ: "السلام". وقد جاءت الأحاديث في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: بإثبات الواو، وحذفها. وأكثر الروايات: بإثباتها. وعلى هذا: في معناه وجهان؛
[ ص: 241 ] أحدهما: أنه على ظاهره؛ فقالوا: عليكم الموت. فقال: "وعليكم أيضا". أي: نحن وأنتم، في الموت سواء. وكلنا نموت.
والثاني: أن الواو هنا للاستئناف؛ لا للعطف والتشريك. وتقديره: وعليكم ما تستحقونه من الذم. وأما من حذف الواو؛ فتقديره: بل عليكم السام.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: اختار بعض العلماء، (منهم: nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب المالكي) : حذف الواو، لئلا يقتضي التشريك. وقال غيره بإثباتها. وهو في أكثر الروايات. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: عامة المحدثين: يروون هذا الحرف بالواو. وكان nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة يرويه بغير واو. قال: وهذا هو الصواب. لأنه إذا حذف الواو؛ صار كلامهم بعينه: مردودا عليهم خاصة. وإذا ثبت الواو؛ اقتضى المشاركة معهم فيما قالوه. قال النووي: والصواب. أن إثبات الواو وحذفها جائزان. كما صحت به الروايات. وأن الواو أجود، كما في أكثر الروايات. ولا مفسدة فيه؛ لأن السام الموت. وهو علينا وعليهم. ولا ضرر في قوله بالواو.
قال: واختلف العلماء، في رد السلام على الكفار، وابتدائهم به؛ فمذهبنا: تحريم ابتدائهم به. ووجوب رده عليهم، بأن يقول: "وعليكم"، أو "عليكم" فقط. انتهى.
قال بعضهم: يقول: "عليكم السلام" بكسر السين: (أي: الحجارة) . وهذا ضعيف.
[ ص: 242 ] (فقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة؛ وغضبت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: "بلى، قد سمعت. فرددت عليهم -وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا-") .
[ ص: 243 ] وفيه: حث على الرفق، والصبر، والحلم، وملاطفة الناس؛ ما لم تدع حاجة إلى المخاشنة.
"والذام" بتخفيف الميم. وهو: الذم. وأما سبها لهم، ففيه : الانتصار من الظالم لأهل الفضل، ممن يؤذيهم.
وفي الحديث: استحباب تغافل أهل الفضل: عن سفه المبطلين؛ إذا لم تترتب عليه مفسدة. قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: الكيس العاقل، هو الفطن المتغافل.