(عن nindex.php?page=showalam&ids=199صفية بنت حيي) رضي الله عنها؛ (قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم: معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته. ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني) . بفتح الياء. أي: ليردني إلى منزلي. وفيه: جواز تمشي المعتكف معها، ما لم يخرج من المسجد. وليس في الحديث: أنه خرج من المسجد.
(وكان مسكنها، في دار أسامة بن زيد) رضي الله عنهما؛ (فمر رجلان من الأنصار. فلما رأيا النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ أسرعا. فقال النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: على رسلكما) بكسر الراء، وفتحها. لغتان. والكسر أفصح، وأشهر. أي: على هيئتكما في المشي. فما هنا شيء تكرهانه. (إنها nindex.php?page=showalam&ids=199صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله! يا رسول الله!) . فيه: جواز التسبيح؛ تعظيما للشيء وتعجبا منه. وقد كثر في الأحاديث. وجاء به القرآن، في قوله تعالى: ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك .
[ ص: 257 ] (قال: "إن الشيطان يجري من الإنسان، مجرى الدم. وإني خشيت: أن يقذف في قلوبكما شرا". أو قال: "شيئا") .
وفيه: أن من ظن شيئا من نحو هذا بالنبي، صلى الله عليه وآله وسلم: كفر.
وفيه: جواز زيارة المرأة لزوجها المعتكف، في ليل أو نهار. وأنه لا يضر اعتكافه. لكن يكره: الإكثار من مجالستها، والاستلذاذ بحديثها؛ لئلا يكون ذريعة إلى الوقاع. أو إلى القبلة. أو نحوها مما يفسد الاعتكاف.
وفيه: استحباب التحرز، من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان، وطلب السلامة، والاعتذار بالأعذار الصحيحة. وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق، وقد يخفى: أن يبين حاله؛ ليدفع ظن السوء.
وفيه: الاستعداد للتحفظ من مكائد الشيطان، فإنه يجري من الإنسان: مجرى الدم، فيتأهب الإنسان: للاحتراز من وساوسه [ ص: 258 ] وشره. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: "جري الشيطان من الإنسان، مجرى الدم"؛ قيل: هو على ظاهره. وأن الله تعالى: جعل له قوة وقدرة على الجري، في باطن الإنسان، مجاري دمه. وقيل: هو على الاستعارة. لكثرة إغوائه ووسوسته. فكأنه لا يفارق الإنسان، كما لا يفارقه دمه. وقيل: يلقي وسوسته في مسام لطيفة من البدن، فتصل الوسوسة إلى القلب.