(عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه؛ (قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم. فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "اسقه عسلا") . قال في الفتح: "العسل" يذكر ويؤنث. وأسماؤه تزيد على المائة.
[ ص: 336 ] وفيه من المنافع: ما لخصه الموفق البغدادي وغيره، فذكر بعضها. وسيأتي الكلام على العسل.
(فسقاه. ثم جاءه فقال: إني سقيته) فلم يزده إلا استطلاقا. فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة، فقال: "اسقه عسلا". فقال: لقد سقيته، فلم يزده إلا استطلاقا. فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "صدق الله، وكذب بطن أخيك". فسقاه، فبرأ) . المراد قوله تعالى: يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس . وهو العسل. وهذا تصريح منه، صلى الله عليه وآله وسلم: بأن الضمير في قوله: "فيه شفاء" يعود إلى الشراب، الذي هو العسل. قال النووي: وهو الصحيح. وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، والحسن، وقتادة، وغيرهم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: الضمير عائد إلى القرآن. وهذا ضعيف، مخالف لظاهر القرآن، ولصريح هذا الحديث الصحيح.
قال بعض العلماء: الآية على الخصوص. أي: شفاء من بعض الأدواء، ولبعض الناس. وكان داء هذا المبطون، مما يشفى بالعسل. وليس في الآية تصريح: بأنه شفاء من كل داء. ولكن علم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: أن داء هذا الرجل، مما يشفى بالعسل. والله أعلم.
[ ص: 337 ] قال (في زاد المعاد) : وليس طبه، صلى الله عليه وآله وسلم: كطب الأطباء. فإن طبه: متيقن قطعي، إلهي، صادر عن الوحي، ومشكاة النبوة، وكمال العقل. وطب غيره حدس، وظنون، وتجارب. انتهى.
وهذا الحديث، أخرجه أيضا: nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي.