(عن nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد) رضي الله عنه؛ (عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: الكمأة من المن، الذي أنزله الله عز وجل على موسى) وفي لفظ: "أنزل الله عز وجل على بني إسرائيل". (وماؤها شفاء للعين) .
"الكمأة": بفتح الكاف، وإسكان الميم، وبعدها همزة مفتوحة. "والمن": بفتح الميم، وتشديد النون: كل طل ينزل من السماء، على شجر أو حجر، ويحلو ويتعقد عسلا، ويجف جفاف الصمغ. كالشيرخشت، والترنجبين. والمعروف بالمن: ما وقع على شجر البلوط: معتدل نافع للسعال الرطب، والصدر، والرئة. قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد، وكثيرون: شبهها بالمن، الذي كان ينزل على بني إسرائيل؛ لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة، ولا علاج. والكمأة: تحصل بلا كلفة ولا علاج، ولا زرع بزر، ولا سقي، ولا غيره. قال القسطلاني: وهي كثيرة بأرض المغرب، وتوجد بأرض الشام، ومصر. وأجودها: [ ص: 344 ] ما كانت أرضه رملة، قليلة الماء. وأنواعها المشهورة ثلاثة؛
والثالث: إلى الغبرة والسواد. وهي التي تؤكل. وهي بأنواعها: باردة رطبة في الدرجة الثانية. تؤكل نيئة، ومطبوخة: باللحم، والأدهان، والأفاويه. انتهى.
وقيل: هي من "المن" الذي أنزل الله على بني إسرائيل حقيقة، عملا بظاهر اللفظ. واستشكل: بأن المنزل عليهم كان "الترنجبين" الساقط من السماء. وهذا ينبت من الأرض. وأجيب باحتمال: أن الذي أنزل عليهم، كان أنواعا -من الله عليهم بها- من النبات، ومن الطير الذي يسقط عليهم من غير اصطياد، ومن الطل الساقط على الشجر.
"والمن" مصدر، بمعنى المفعول. أي: ممنون به. فلما لم يكن لهم فيه شائبة كسب، كان منا محضا. وإن كانت نعم الله على عباده، منا منه عليهم. فالكمأة: فرد من أفراد المن.
والمراد: نفس مائها "مجردا". وقيل: مخلطا بدواء، ويعالج به [ ص: 345 ] العين. وقيل: إن كان لبرودة ما في العين من حرارة، فماؤها "مجردا": شفاء. وإن كان بغير ذلك: فمركب مع غيره. والصحيح، بل الصواب: أن ماءها "مجردا": شفاء للعين مطلقا. فيعصر ماؤها، ويجعل في العين منه. قال النووي: وقد رأيت أنا وغيري في زمننا: من كان عمي وذهب بصره حقيقة، فكحل عينه بماء الكمأة "مجردا": فشفي وعاد إليه بصره. وهو الشيخ. العدل، الأيمن: "الكمال بن عبد الله الدمشقي"، صاحب صلاح ورواية للحديث. وكان استعماله لماء الكمأة؛ اعتقادا في الحديث وتبركا به. انتهى.