قال عبيد الله: وأخبرتني أن ابنها ذاك؛ بال في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء، فنضحه على بوله، ولم يغسله غسلا ].
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة) ، أن أم قيس بنت محصن -وكانت من المهاجرات الأول، اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، وهي أخت nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة بن محصن، أحد بني أسد بن خزيمة- قال: أخبرتني: أنها أتت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: بابن لها، لم يبلغ أن يأكل الطعام. وقد أعلقت عليه: من العذرة) . أي: رفعت حنكه بإصبعها، ففجرت الدم. والهمزة في (أعلقت) : للإزالة. أي: أزالت الآفة عنه.
قال النووي: هكذا هو، في جميع نسخ صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: "عليه". وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري؛ من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر وغيره: "فأعلقت عليه" كما هنا. ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة: "فأعلقت عنه" بالنون. وهذا هو المعروف عند أهل اللغة. قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: المحدثون يروونه: [ ص: 347 ] "عليه". والصواب: "عنه". وكذا قاله غيره. وحكاهما بعضهم: لغتين.
ومعناه: عالجت وجع لهاته، بإصبعي. "والعذرة" بضم العين، وبالذال المعجمة: هي وجع في الحلق، يهيج من الدم. يقال في علاجها: عذرته، فهو معذور. وقيل: هي قرحة، تخرج في الخرم الذي بين الحلق والأنف، تعرض للصبيان غالبا، عند طلوع العذرة: (وهي خمس كواكب، تحت الشعرى العبور) . وتسمى: "العذارى". وتطلع في وسط الحر.
وعادة النساء في معالجة العذرة: أن تأخذ المرأة خرقة، فتفتلها فتلا شديدا، وتدخلها في أنف الصبي، وتطعن ذلك الموضع، فينفجر منه دم أسود. وربما أقرحته. وذلك الطعن يسمى: "دغرا، وعذرا".
(قال يونس: أعلقت: "غمزت". فهي تخاف أن تكون به عذرة. قالت: فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: علامه) ؛ هكذا هو في جميع النسخ.. وهي هاء السكت. ثبت هنا في الدرج.
[ ص: 348 ] (تدغرن أولادكن) ؛ أي: تغمزن بإصبعكن حلق أولادكن، فترفعن ذلك الموضع وتكبسنه. (بهذا الإعلاق) ، بفتح الهمزة. قال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير: والصواب: الكسر. مصدر: "أعلقت ". وفي رواية: "العلاق" بفتح العين. والأول أشهر عند أهل اللغة. وهو: معالجة عذرة الصبي؛ وهي: وجع حلقه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير: يجوز أن يكون "العلاق": هو الاسم منه.
قال النووي: أطبق الأطباء في كتبهم، على أنه: يدر الطمث، والبول. وينفع من السموم. ويحرك شهوة الجماع. ويقتل الدود وحب القرع في الأمعاء: إذا شرب بعسل. ويذهب الكلف إذا طلي عليه. وينفع من برد المعدة والكبد، ويردهما) . ومن حمى الورد والربع، وغير ذلك.
[ ص: 349 ] وهو صنفان؛ بحري، وهندي. والبحري: هو القسط الأبيض. وهو أكثر من صنفين. ونص بعضهم: أن البحري أفضل من الهندي. وهو أقل حرارة منه. وقيل: هما حاران يابسان، في الدرجة الثالثة. والهندي أشد حرارة، في الجزء الثالث من الحرارة. وقال ابن سينا: "القسط" حار، في الثالثة، يابس في الثانية. فقد اتفق العلماء: على هذه المنافع. فصار ممدوحا: شرعا، وطبا.
وإنما عددنا منافع "القسط" من كتب الأطباء؛ لأن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: ذكر منها عددا مجملا، (منها: "ذات الجنب") أي: صاحبة الجنب. ومعناه باليونانية: ورم الجنب. وهو من الأمراض الخطرة، لأنه يحدث بين القلب والكبد. وهو من سيئ الأسقام. وينقسم إلى حقيقي وغير حقيقي؛
فالأول: ورم حار، يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، ويعرض منه خمسة أشياء: الحمى، والسعال، والوجع الناخس، وضيق النفس، والنبض المنشاري.
والثاني: "ألم" يعرض في نواحي الجنب، عن رياح غليظة مؤذية، تحتقن بين الصفاقات: فتحدث وجعا، قريبا من "ذات الجنب" الحقيقي.
والعلاج المذكور، في هذا الحديث الشريف: إنما هو لهذا القسم [ ص: 350 ] الثاني؛ لأن العود الهندي، هو الذي يداوى به: الريح الغليظ.
(قال عبيد الله: وأخبرتني أن ابنها ذاك، بال في حجر رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ فدعا رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: بماء، فنضحه على ثوبه، ولم يغسله غسلا) .