قال: وإنما يكون شهادة لمن صبر. كما بينه في الحديث [ ص: 367 ] المذكور.
وفي هذه الأحاديث: منع القدوم على بلد الطاعون، ومنع الخروج منه فرارا من ذلك. أما الخروج لعارض، فلا بأس به. وهذا مذهب الشافعية، والجمهور. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: وهو قول الأكثرين. حتى قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: "الفرار منه، كالفرار من الزحف".
ومنهم: من جوز القدوم عليه، والخروج منه. والصحيح: ما ذكرنا، لظاهر الأحاديث الصحيحة.
وفي هذا الحديث: الاحتراز من المكاره وأسبابها.
وفيه: التسليم لقضاء الله؛ عند حلول الآفات.
قال النووي: واتفقوا على جواز الخروج بشغل، وغرض غير الفرار. ودليله: صريح الأحاديث. قال النووي (في مقدمة شرحه) : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة - في "المعارف - عن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي؛ أن أول طاعون كان في الإسلام: طاعون عمواس بالشام، في زمن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، سنة ثماني عشرة، أو سبع عشرة. ثم الجارف، في زمن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير. ثم طاعون الفتيات؛ لأنه بدأ في العذارى والجواري: بالبصرة، وبواسط، وبالشام، والكوفة) : في زمن عبد الملك بن [ ص: 368 ] مروان. ويقال له: "طاعون الأشراف"؛ لما مات فيه من الأشراف. ثم طاعون "عدي بن أرطاة"، سنة مائة. ثم طاعون "غراب" سنة سبع وعشرين ومائة. "وغراب": رجل. ثم طاعون "مسلم بن قتيبة"، سنة إحدى وثلاثين ومائة، في شعبان ورمضان. وأقلع في شوال.
قال: ولم يقع بالمدينة ولا بمكة: طاعون قط.
وقال أبو الحسن المدايني: كانت الطواعين المشهورة العظام في الإسلام، خمسة؛طاعون "شيرويه" بالمدائن، على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في سنة ست من الهجرة.
ثم طاعون "عمواس"، في زمن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان بالشام، مات فيه خمسة وعشرون ألفا.
ثم "الجارف"، في زمن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير، في شوال سنة تسع وستين. هلك في ثلاثة أيام: مائتا ألف وعشرة آلاف؛ في كل يوم سبعون [ ص: 369 ] ألفا.
ثم طاعون الفتيات، في شوال: سنة سبع وثمانين.
ثم كان طاعون، في سنة 131: إحدى وثلاثين ومائة، في رجب. واشتد في رمضان، فكان يحصى في سكة المربد في كل يوم: ألف جنازة، ثم خف في شوال.
وكان بالكوفة: طاعون، سنة خمسين. انتهى حاصله.
وذكر في الفتح، والإرشاد: طواعين أخرى. وذكرنا في "حجج الكرامة، أيضا: طواعين كثيرة. يطول ذكرها.