وقال النووي: ( باب الطيرة، والفأل، وما يكون فيه الشؤم).
(حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم \ النووي، ص 218 جـ 14، المطبعة المصرية
[عن nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=661130 "لا طيرة. وخيرها الفأل". قيل: يا رسول الله! وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة، يسمعها أحدكم"].
(الشرح)
عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة -رضي الله عنه- (قال: سمعت النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم يقول: "لا طيرة. وخيرها الفأل".
[ ص: 390 ] "والطيرة": هو التطير. أي: التشاؤم. وأصله: الشيء المكروه; من قول، أو فعل، أو مرئي. وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح; فينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين: تبركوا به، ومضوا في سفرهم وحوائجهم. وإن أخذت ذات الشمال: رجعوا عن سفرهم وحاجتهم، وتشاءموا بها. فكانت تصدهم -في كثير من الأوقات- عن مصالحهم. فنفى الشرع ذلك وأبطله، ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع ولا ضر. فهذا معنى قوله: "لا طيرة".
قال أهل العلم: وإنما أحب الفأل؛ لأن الإنسان: إذا أمل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوي أو ضعيف: فهو على خير في الحال. وإن غلط في جهة الرجاء، فالرجاء له: خير. وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى، فإن ذلك شر له. والطيرة فيها سوء الظن، وتوقع البلاء.
ومن أمثال التفاؤل: أن يكون له مريض، فيتفاءل بما يسمعه، فيسمع من يقول: يا سالم! أو يكون طالب حاجة، فيسمع من يقول: يا واجد! فيقع في قلبه: رجاء البرء. أو الوجدان. والله أعلم. هذا كلام النووي، رحمه الله تعالى.
وأما رؤية الفأل -واستخراجه من ديوان الحافظ الشيرازي، وغيره من الكتب، ومن القرآن الكريم-: فلم يأت في ذلك شيء. وظاهره: خلاف السنة المأثورة في ذلك. ولم يكن هذا من عادة سلف هذه الأمة وأئمتها، فينبغي: أن يقتصر على ما ورد; من سماع الكلمة الصالحة، من غير اقتراح لها: من الدواوين، والكتب، والكتاب. والله أعلم بالصواب.