(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة) رضي الله عنه; أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم; قال: بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش. فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب. ثم خرج، فإذا كلب يلهث); يقال: "لهث" بفتح الهاء وكسرها: "يلهث": بفتحها لا غير. "لهثا" بإسكانها، والاسم: "اللهث" بفتحها. "واللهاث، بضم اللام. و"رجل لهثان". و"امرأة لهثى": كعطشى، وعطشان. وهو" الذي أخرج لسانه، من شدة العطش، والحر.
(يأكل الثرى)، وهو التراب الندي.
(من العطش. فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش، مثل الذي كان بلغ مني. فنزل البئر، فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه، حتى رقي، فسقى الكلب).
يقال: "رقي" بكسر القاف، على اللغة الفصيحة المشهورة. وحكي: "فتحها"، وهي لغة طيئ في كل ما أشبه هذا.
(فشكر الله له، فغفر له). أي: قبل عمله، وأثابه.
[ ص: 425 ] (قالوا: يا رسول الله! وإن لنا في هذه البهائم: أجرا؟ فقال: "في كل كبد رطبة: أجر". يعني. في الإحسان إلى كل حيوان حي; بسقيه ونحوه: أجر.
وسمي الحي: "ذا كبد رطبة"; لأن الميت يجف جسمه، وكبده.
وفي هذا الحديث: الحث على الإحسان إلى الحيوان المحترم. وهو ما لا يؤمر بقتله. فأما المأمور بقتله; فيمتثل أمر الشرع في قتله. والمأمور بقتله: كالكافر الحربي، والمرتد، والكلب العقور، والفواسق الخمس، المذكورات في الحديث، وما في معناهن.
وأما المحترم; فيحصل الثواب: بسقيه، والإحسان إليه بإطعامه وغيره، سواء كان مملوكا له، أو لغيره، أو مباحا.