واستدل بهذا الحديث "مشايخ الصوفية"، رحمهم الله تعالى: على الفناء والبقاء، وعلى أنه لا موجود إلا الله. وهو توحيد الوجود والشهود، وغاية المطلوب، ونهاية المقصود. وليس هذا بتوحيد مصطلح لمتأخريهم، دال على عينية الخالق بالمخلوق. فإن هذا كفر لا توحيد، وشرك لا تفريد. وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين بل معناه. أن الله تعالى موجود، ويبقى موجودا إلى أبد الآباد، لا فناء له بحال. وأن كل ما سوى ذاته المقدسة، ونفسه الشريفة الآن: هو مغمور في بحر الإعدام والبطلان، ممحو في بر الفناء والنسيان. فكأن الله تعالى هو الحق، وما خلاه هو الفاني المطلق. فلا ينبغي: أن يلتفت أحد إلى مخلوق سواه. ولا يعبد شيئا إلا إياه. هذا هو التوحيد الوجودي، الحق، الصحيح، المختار. الذي درج عليه سلف هذه الأمة وأئمتها، وضل عنه طوائف من جهلة الصوفية، وأضلوا كثيرا. وكان أمر الله قدرا مقدورا .
[ ص: 432 ] (وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم). وفي رواية: "لقد كاد يسلم في شعره".