(عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة) رضي الله عنه; (عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: أنه ذكر عنده رجل. فقال رجل: يا رسول الله! ما من رجل، بعد رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم) تسليما; (أفضل منه في كذا وكذا. فقال: رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم "ويحك! قطعت عنق صاحبك، مرارا يقول ذلك).
وفي رواية: "لقد أهلكتم -أو قطعتم- ظهر الرجل". أي: أهلكتموه. وهذه استعارة "من قطع العنق" الذي هو القتل؛ لاشتراكهما في الهلاك. لكن هلاك هذا الممدوح في دينه. وقد يكون من جهة الدنيا; (لما يشتبه عليه من حاله): بالإعجاب.
(ثم قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: "إن كان أحدكم مادحا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانا -إن كان يرى أنه كذلك- ولا أزكي على الله أحدا) أي: لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره؛ لأن ذلك مغيب عنا. ولكن أحسب وأظن؛ لوجود الظاهر المقتضي لذلك.
قال النووي: ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، في هذا الباب: الأحاديث الواردة في النهي عن المدح. وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين، بالمدح [ ص: 437 ] في الوجه. قال العلماء: وطريق الجمع بينها; أن النهي محمول على المجازفة في المدح، والزيادة في الأوصاف. أو على من يخاف عليه فتنة، من إعجاب ونحوه، إذا سمع المدح. وأما من لا يخاف عليه ذلك؛ لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته: فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة، كنشطه للخير، والازدياد منه، أو الدوام عليه، أو الاقتداء به: كان مستحبا. والله أعلم.