ومثله في النووي. "والرؤيا": مقصورة مهموزة. ويجوز: ترك همزها كنظائرها. وهي كالرؤية، غير أنها: مختصة بما يكون في النوم. ففرق بينهما: بتاء التأنيث. كالقربة، والقربى.
قال الفلاسفة -على ما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي-: "الرؤيا": انطباع الصورة المنحدرة من أفق المتخيلة، إلى الحس المشترك. والصادقة منها: إنما تكون باتصال النفس بالملكوت؛ لما بينهما من التناسب [ ص: 439 ] عند فراغها من تدبير البدن أدنى فراغ. فتتصور بما فيها: ما يليق بها من المعاني، الحاصلة هناك. ثم إن المتخيلة تحاكيه بصورة تناسبه، فترسلها إلى الحس المشترك، فتصير مشاهدة. ثم إن كانت شديدة المناسبة لذلك المعنى، بحيث لا يكون التفاوت إلا بأدنى شيء: استغنت الرؤيا عن التعبير. وإلا احتاجت إليه. انتهى.
وقال من ينتمي إلى الطب: إن جميع الرؤيا، تنسب إلى الأخلاط. فيقول من غلب عليه البلغم: إنه رأى أنه يسبح في الماء ونحو ذلك؛ لمناسبة الماء طبيعة البلغم. ومن غلبت عليه الصفراء: رأى النيران والصعود في الجو. وهكذا إلى آخره. والله أعلم.
باب: في رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وذكره النووي، في: (كتاب الرؤيا).
(حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم \ النووي، ص 30، 31 جـ 15، المطبعة المصرية
(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك) رضي الله عنه: (قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: رأيت ذات ليلة، فيما يرى النائم: كأنا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب، من رطب ابن طاب). هو نوع من الرطب معروف، يقال له: "رطب ابن طاب. وتمر ابن طاب. وعذق ابن طاب. وعرجون ابن طاب" وهي مضاف إلى "ابن طاب": رجل من أهل المدينة. (فأولت: الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة. وأن ديننا قد طاب). أي: كمل واستقرت أحكامه، وتمهدت قواعده.