(عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس) رضي الله عنهما; (قال: قدم مسيلمة الكذاب، على عهد النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: المدينة، فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده، تبعته. فقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، ومعه nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس بن شماس).
قال العلماء: إنما جاءه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم؛ تألفا له ولقومه، رجاء إسلامهم، وليبلغ ما أنزل إليه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: ويحتمل أن سبب مجيئه إليه: أن مسيلمة قصده من بلده للقائه، فجاءه مكافأة له. قال: وكان مسيلمة إذ ذاك يظهر الإسلام. وإنما ظهر كفره وارتداده بعد ذلك. قال: وقد جاء في [ ص: 446 ] حديث آخر: أنه هو أتى النبي، صلى الله عليه وآله وسلم. فيحتمل أنهما مرتان.
(وفي يد النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: قطعة جريدة. حتى وقف على مسيلمة في أصحابه. قال: لو سألتني هذه القطعة، ما أعطيتكها. ولن أتعدى أمر الله فيك). هكذا وقع في جميع نسخ "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم". ووقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: "ولن تعدو أمر الله فيك". قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: هما صحيحان.
فمعنى الأول: لن أغدو أنا أمر الله فيك، من أني لا أجيبك إلى ما طلبته، مما لا ينبغي لك: من الاستخلاف، والمشاركة، ومن أني أبلغ ما أنزل إلي، وأدفع أمرك بالتي هي أحسن.
ومعنى الثاني: ولن تعدو أنت أمر الله في خيبتك، فيما أملته من النبوة، وهلاكك دون ذلك، أو فيما سبق من قضاء الله تعالى وقدره: في شقاوتك. والله أعلم.
(ولئن أدبرت ليعقرنك الله). أي: إن أدبرت عن طاعتي، ليقتلنك الله. "والعقر": القتل. وعقروا الناقة: قتلوها. وقتله الله تعالى يوم اليمامة.
قال النووي: وهذا من معجزات النبوة. (وإني لأراك الذي أريت فيك ما أريت. وهذا ثابت) بن قيس بن شماس (يجيبك عني).
قال العلماء: كان nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس، خطيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم; يجاوب الوفود عن خطبهم وتشدقهم.
[ ص: 447 ] (ثم انصرف عنه. فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: فسألت عن قول النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "إنك أرى الذي أريت فيك ما أريت" فأخبرني nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة: أن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: بينا أنا نائم، رأيت في يدي) بتشديد الياء، على التثنية: (سوارين). وفي الرواية الأخرى: "فوضع في يدي: أسواران".
قال أهل اللغة: يقال: "سوار": بكسر السين، وضمها. "وأسوار": بضم الهمزة. ثلاث لغات. ووقع في جميع النسخ، في الرواية الثانية: "أسوارين". فيكون "وضع": بفتح الواو والضاد. وفيه ضمير الفاعل. أي: "وضع -الآتي بخزائن الأرض- في يدي: أسوارين". فهذا هو الصواب. وضبطه بعضهم: "فوضع" بضم الواو. وهو ضعيف لنصب أسوارين. وإن كان يتخرج على وجه ضعيف.
(من ذهب. فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام: أن انفخهما. فنفختهما، فطارا). "انفخهما": بالخاء المعجمة.
ونفخه صلى الله عليه وآله وسلم، إياهما فطارا: دليل لانمحاقهما، واضمحلال أمرهما. وكان كذلك. وهو من المعجزات.