(فأكل منها. فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ فسألها عن ذلك؟ فقالت: أردت لأقتلك. قال: "ما كان الله ليسلطك على ذاك" - قال: أو قال: "علي" -).
قال النووي: وهي معجزة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ في سلامته من السم المهلك لغيره. وفي إعلام الله تعالى له: بأنها مسمومة، وكلام عضو منه له. فقد جاء في غير nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: أنه صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=939196 "إن الذراع تخبرني: أنها مسمومة".
وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم، اسمها: "زينب بنت الحارث". أخت "مرحب" اليهودي. روينا تسميتها هذه: في مغازي موسى بن عقبة، ودلائل النبوة nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي.
(قال: قالوا: ألا نقتلها؟) هي بالنون، في أكثر النسخ. وفي بعضها: بتاء الخطاب.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر من رواية أبي سلمة: "أنه صلى الله عليه وآله وسلم: قتلها".
[ ص: 21 ] وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "أنه صلى الله عليه وآله وسلم: دفعها إلى أولياء "بشر بن البراء بن معرور - وكان أكل منها، فمات بها -: فقتلوها".
وقال ابن سحنون: أجمع أهل الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قتلها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: وجه الجمع بين هذه الروايات والأقاويل؛ أنه لم يقتلها أولا، حين اطلع على سمها. وقيل له: اقتلها. فقال: "لا". فلما مات بشر بن البراء من ذلك، سلمها لأوليائه: فقتلوها، قصاصا. فيصح قولهم: "لم يقتلها". أي: في الحال. ويصح قولهم: "قتلها". أي: بعد ذلك. والله أعلم.
(قال) أنس رضي الله عنه: (فما زلت أعرفها، في لهوات رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم). بفتح اللام والهاء. جمع "لهاة": بفتح اللام. وهي اللحمة الحمراء، المعلقة في أصل الحنك. قاله nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي. وقيل: اللحمات، اللواتي في سقف أقصى الفم.
ومعناه: أعرف العلامة. كأنه بقي للسم: علامة، وأثر، من سواد وغيره.