قال أهل اللغة: "الفرط": بفتح الفاء والراء. "والفارط": هو الذي يتقدم الواردة؛ ليصلح لهم الحياض والدلاء، ونحوها: من أمور الاستقاء. فمعنى "فرطكم على الحوض": سابقكم إليه؛ كالمهيئ له.
قال في المطالع: هو في هذه الأحاديث: الثواب، والشفاعة. والنبي، صلى الله عليه وآله وسلم؛ يتقدم أمته: ليشفع لهم.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: أحاديث الحوض صحيحة. والإيمان به فرض. والتصديق به من الإيمان. وهو على ظاهره، عند أهل السنة والجماعة، لا يتأول ولا يختلف فيه.
[ ص: 36 ] قال: وحديثه متواتر النقل؛ رواه خلائق من الصحابة، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو بن العاص، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة، nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة، nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة، وحارثة بن وهب، والمستورد، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر، وثوبان، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس، وجابر بن سمرة.
ورواه غير nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: من رواية nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق، وزيد بن أرقم، nindex.php?page=showalam&ids=481وأبي أمامة، وعبد الله بن زيد، وأبي برزة، وسويد بن جبلة، وعبد الله بن الصنابحي، والبراء بن عازب، nindex.php?page=showalam&ids=64وأسماء بنت أبي بكر، وخولة بنت قيس، وغيرهم. انتهى.
قال النووي: ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم؛ أيضا: من رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة. ورواه غيرهما: من رواية nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، وعائذ بن عمرو، وآخرين. وقد جمع ذلك كله: الإمام nindex.php?page=showalam&ids=13933الحافظ أبو بكر البيهقي؛ في كتابه: "البعث والنشور"؛ بأسانيده، وطرقه المتكاثرات. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: وفي بعض هذا؛ ما يقتضي كون الحديث: متواترا. انتهى.
قلت: قال الجوهري في الصحاح: "الحوض": واحد الأحواض، والحياض. وحضت أحوض: اتخذت حوضا. "واستحوض الماء": اجتمع. "والمحوض" بالتشديد: شيء كالحوض، يجعل للنخلة تشرب منه.
[ ص: 37 ] قال ابن قرقول: "الحوض": حيث يستقر المياه. أي: تجتمع؛ لتشرب منه الإبل.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في تذكرته: "الحوض" يكون في الموقف، قبل الصراط. وبه قال أبو الحسن القابسي.
وقال آخرون: إنه بعد الصراط. وصنيع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه؛ مشعر بذلك.
وأما أن له، صلى الله عليه وآله وسلم: "حوضين"؛ أحدهما: قبله. والآخر: داخل الجنة. وكلاهما يسمى "كوثر": فمتعقب؛ بأن "الكوثر": نهر داخل الجنة. وماؤه يصب في الحوض. ويطلق على الحوض: "كوثر": لكونه يمد منه.