السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
4314 باب صفة فم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وعينيه، وعقبه

وقال النووي: ( باب صفة شعره، صلى الله عليه وآله وسلم، وصفائه وحليته).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 93 جـ 15، المطبعة المصرية

[عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العين منهوس العقبين قال: قلت لسماك ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم، قال: قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شق العين؟ قال: قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب].


[ ص: 81 ] (الشرح)

(عن جابر بن سمرة) رضي الله عنه؛ (قال: كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ضليع الفم). كذا قاله الأكثرون. وهو الأظهر. والعرب تمدح بذلك، وتذم صغر الفم. وهو معنى قول ثعلب: "واسع الفم". وقال شمر: "عظيم الأسنان".

(أشكل العينين، منهوس العقبين. قال: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: "عظيم الفم". قال: قلت: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين).

قال عياض: هذا وهم من سماك، باتفاق العلماء، وغلط ظاهر. وصوابه: ما اتفق عليه العلماء، ونقله أبو عبيد، وجميع أصحاب الغريب: أن الشكلة: "حمرة، في بياض العينين". وهو محمود. والشهلة بالهاء: "حمرة، في سواد العين".

(قال: قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب).

"المنهوس": بالسين المهملة. هكذا ضبطه الجمهور. وقال صاحب التحرير، وابن الأثير: روي بالمهملة، والمعجمة. وهما متقاربان. ومعناه كما قال.

وفي حديث أبي هريرة، رواه الذهلي: في "الزهريات"، في

[ ص: 82 ] صفته، صلى الله عليه وآله وسلم: "كان أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار". قال في الفتح: وكأن قوله: "أسيل الخدين": هو الحامل على من قال: أكان وجهه مثل السيف؟".

ووقع في حديث علي، عند أبي عبيد "في الغريب": "وكان في وجهه تدوير". قال أبو عبيد في شرحه: يريد أنه لم يكن في غالبه التدوير. بل كان فيه سهولة. وهي أحلى عند العرب.

وفي حديث يزيد الفارسي، عن ابن عباس: "جميل دوائر الوجه".

قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأ نحره".

التالي السابق


الخدمات العلمية