(عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، رضي الله عنها)؛ أن nindex.php?page=showalam&ids=14062الحارث بن هشام؛ سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: أحيانا. "الأحيان": الأزمان. ويقع على القليل والكثير.
(يأتيني في مثل صلصلة الجرس): بفتح الصادين، وهي: الصوت المتدارك.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: معناه: أنه صوت يسمعه ولا يثبته، أول ما يقرع سمعه: حتى يفهمه من بعد ذلك.
قال العلماء: والحكمة في ذلك: أن يتفرغ سمعه، صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يبقى فيه، ولا في قلبه: مكان لغير صوت الملك.
(وهو أشده علي، ثم يفصم عني): بفتح الياء، وإسكان الفاء، وكسر الصاد. أي: يقلع، وينجلي: ما يتغشاني منه. قاله الخطابي.
قال العلماء: "الفصم": هو القطع، من غير إبانة. "والقصم" بالقاف: قطع، مع الإبانة والانفصال.
والمعنى: أن الملك يفارق، على أن يعود. ولا يفارقه مفارقة قاطع [ ص: 103 ] لا يعود. وروي هذا الحرف أيضا: بضم الياء، وفتح الصاد. على ما لم يسم فاعله. وروي بضم الياء، وكسر الصاد، على أنه: "أفصم يفصم" رباعي. وهو لغة قليلة. وهي من "أفصم المطر" إذا أقلع وكف.
(وقد وعيته). معنى "وعيت": جمعت، وفهمت، وحفظت. (وأحيانا ملك، في مثل صورة الرجل، فأعي). أي: أحفظ (ما يقول).
وذكر في هذا الحديث: حالين من أحوال الوحي، وهما: "مثل صلصلة الجرس، وتمثل الملك رجلا". ولم يذكر الرؤيا في النوم، (وهي من الوحي)؛ لأن مقصود السائل: بيان ما يختص به النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ويخفي، فلا يعرف إلا من جهته. وأما الرؤيا فمشتركة معروفة.