4287 باب: رحمة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم بالنساء، وأمره السواق بهن: بالرفق. ولفظ النووي: (باب رحمته، صلى الله عليه وآله وسلم: النساء، والرفق بهن).
(حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم \ النووي، ص 79، 80 جـ 15، المطبعة المصرية
(القوارير)): جمع "قارورة". سميت بذلك، لاستقرار الشراب فيها. وكني بها عن النساء: لضعف بنيتهن، ورقتهن، ولطافتهن. وقيل: شبهن بالقوارير من الزجاج: لسرعة انقلابه عن الرضاء، وقلة دوامهن على الوفاء. كالقوارير يسرع الكسر إليها، ولا تقبل الجبر.
أي: لا تحسن صوتك، فربما يقع في قلوبهن. فكفه عن ذلك. وهذا من الاستعارة البديعة. قال (في شرح المشكاة): هي استعارة؛ لأن المشبه به غير مذكور، والقرينة حالية لا مقالية. انتهى.
قال أبو قلابة) (يعني: عبد الله الجرمي): تكلم رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: بكلمة، لو تكلم بها بعضكم؛ لعبتموها عليه. قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هذا قاله "أبو قلابة" لأهل العراق، لما كان عندهم من التكلف، ومعارضة الحق بالباطل.
قلت: وهذا الحديث، أورده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في (باب ما يجوز: من [ ص: 118 ] الشعر، والرجز، والحدى.
قال النووي: أما "أنجشة"؛ فبهمزة مفتوحة، وإسكان النون. وبالجيم، وبشين معجمة. وأما "رويدك"؛ فمنصوب على الصفة: بمصدر محذوف. أي سق سوقا رويدا. ومعناه: الأمر بالرفق بهن.
"وسوقك" منصوب: بإسقاط الجار. أي: ارفق في سوقك بالقوارير. قال: قال العلماء: سمي النساء "قوارير": لضعف [ ص: 119 ] عزائمهن، تشبيها بقارورة الزجاج: لضعفها، وإسراع الانكسار إليها. قال: واختلف في المراد بتسميتهن "قوارير": على قولين، ذكرهما القاضي وغيره؛ أصحهما عند القاضي وآخرين، (وهو الذي جزم به الهروي، وصاحب التحرير، وآخرون)؛ أن معناه: أن "أنجشة"، كان حسن الصوت. وكان يحدو بهن، وينشد شيئا من القريض والرجز، وما فيه تشبيب. فلم يأمن: أن يفتنهن، ويقع في قلوبهن حداؤه. فأمره بالكف عن ذلك. ومن أمثالهم المشهورة: "الغنا رقية الزنا". قال عياض: هذا أشبه بمقصوده صلى الله عليه وآله وسلم، وبمقتضى اللفظ. قال: وهو الذي يدل عليه كلام "أبي قلابة، المذكور في هذا الحديث.
والقول الثاني: أن المراد به: الرفق في السير؛ لأن الإبل إذا سمعت الحداء: أسرعت في المشي، واستلذته: فأزعجت الراكب وأتعبته. فنهاه عن ذلك؛ لأن النساء يضعفن عند شدة الحركة، ويخاف ضررهن وسقوطهن. انتهى.
قلت: ولا مانع من إرادة جميعها. وما أحسن تشبيب القصيدة، من حسان الهند: (السيد غلام علي آزاد البلجرامي)، قدس سره، في هذا المعنى! (إذ يقول):
[ ص: 120 ]
ياللأحبة ساروا في التباشير فاسود يومي كأحداق اليعافير كم من قلوب رقاق إثر عيسهم يا حادي العيس رفقا بالقوارير
.
وفي هذه الأحاديث؛ جواز "الحداء". وهو بضم الحاء، وتخفيف الدال المفتوحة؛ المهملتين. يمد، ويقصر. وهو سوق الإبل بضرب مخصوص، والغناء: ويكون بالرجز غالبا.
وأول من حدا الإبل: عبد، لمضر بن نزار بن معد بن عدنان. رواه: ابن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاووس مرسلا، nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار: موصولا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
قال القسطلاني: ويلحق به: غناء الحجيج المشوق للحج، بذكر الكعبة البيت الحرام، وغيرها من المشاعر العظام. وما يحرض أهل الجهاد على القتال. ومنه: غناء المرأة لتسكيت الولد، في المهد. انتهى.