السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة جزء
5048 باب: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يتخولنا بالموعظة

وقال النووي: ( باب الاقتصاد في الموعظة).

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم، النووي ص 163، 164 جـ17، المطبعة المصرية

[عن شقيق أبي وائل قال كان عبد الله يذكرنا كل يوم خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن إنا نحب حديثك ونشتهيه ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم، فقال: ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا ].


(الشرح)

"أملكم" بضم الهمزة. أي: أوقعكم في الملل، وهو الضجر.

"والكراهية": بتخفيف الياء.

و "يتخولنا". معناه: يتعاهدنا. هذا هو المشهور، في تفسيرها.

قال عياض: وقيل: يصلحنا. وقال ابن الأعرابي: معناه: يتخذنا خولا. وقيل: يفاجئنا بها. وقال أبو عبيد: يدللنا. وقيل: يحبسنا، [ ص: 128 ] كما يحبس الإنسان خوله.

وهو "يتخولنا": بالخاء المعجمة، عند جميعهم، إلا "أبا عمرو"، فقال: هي بالمهملة. أي: يطلب حالاتهم، وأوقات نشاطهم.

"والسآمة" بالمد: الملل.

وفي هذا الحديث: الاقتصاد في الموعظة؛ لئلا تملها القلوب: فيفوت مقصودها.

التالي السابق


الخدمات العلمية