(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه؛ أن رجلا قال: يا رسول الله! أين أبي؟ قال: "في النار". قال: فلما قفى الرجل) أي: ولى قفاه، منصرفا. (دعاه، فقال: "إن أبي وأباك في النار").
وهذا يدلك على أن النووي، في هذه المسألة: ذاهب إلى ظاهر الحديث، وهو الحق.
وأما ما جاء في بعض الأخبار، في غير الصحيحين: أن الله أحيا أباه وأمه، صلى الله عليه وآله وسلم، فآمنا به، فغفر لهما، أو نحو ذلك، فلم يثبت على وجه، ينتهض للاحتجاج به على إيمانهما. بل كلها ضعيفة، بل مختلقة مفتعلة. وقد قال الإمام الأعظم، في كتاب الفقه الأكبر، الذي ينسب إليه: ما نصه: "ووالدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماتا على الكفر". انتهى.
ثم إن موتهما على الكفر، لا يقدح في عظيم مرتبة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، كما زعم بعضهم. فقد نص الله سبحانه في كتابه العزيز، على كفر والد إبراهيم عليه السلام. ونهاه عن الاستغفار له. وهو أبو نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وأكرم الرسل على الله، وخليله من بينهم. وليس من قدرة الله سبحانه وتعالى ببديع: أن يخرج [ ص: 160 ] الحي من الميت، والميت من الحي. وقد قال تعالى في ابن نوح، عليه السلام: إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح . وقد فازت امرأة فرعون، وهلكت امرأة لوط عليه السلام. فثبت: أن هذا الصنيع من سنة الله تعالى، وعادته في عباده، وليس فيها عار على أحد منهم، ولا شنار. وقد غلا الناس في هذا الزمان الحاضر، بل في يسير قبله في هذا الباب. وتمسكوا بالأشياء، التي لا تقوم بها الحجة على ذلك. ولفقوا الأهواء، التي هي بمعزل عن المقام. وجاءوا بكلام، لا طائل تحته عند الأعلام. فلا يغرنك سقطاتهم، ولا يصرفك عن قبول حديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هذا: هفواتهم. وبالله التوفيق.