قال النووي: قال العلماء: إنما قال صلى الله عليه وآله وسلم، هذا: تواضعا واحتراما لإبراهيم، لخلته وأبوته. وإلا، فنبينا صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل. كما قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=680811 "أنا سيد ولد آدم". ولم يقصد به: الافتخار، ولا التطاول: على من تقدمه. بل قاله بيانا لما أمر ببيانه [ ص: 178 ] وتبليغه. ولهذا قال: "ولا فخر"، لينفي ما قد يتطرق إلى بعض الأفهام السخيفة.
وقيل: يحتمل أنه صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: هذا، قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم.
فإن قيل: التأويل المذكور ضعيف؛ لأن هذا خبر، فلا يدخله خلف ولا نسخ: فالجواب أنه لا يمتنع أنه أراد أفضل البرية، الموجودين في عصره، وأطلق العبارة الموهمة للعموم؛ لأنه أبلغ في التواضع. وقد جزم صاحب التحرير بمعنى هذا، فقال: المراد: أفضل برية عصره.
وأجاب nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض عن التأويل الثاني: بأنه وإن كان خبرا، فهو مما يدخله النسخ من الأخبار؛ لأن الفضائل يمنحها الله تعالى لمن يشاء. فأخبر بفضيلة إبراهيم الخليل، إلى أن علم تفضيل نفسه: فأخبر به. ويتضمن هذا: جواز التفاضل بين الأنبياء، "عليهم السلام".
ويجاب عن حديث النهي عنه: بالأجوبة السابقة، في أول كتاب الفضائل. انتهى.
[ ص: 179 ] قلت: "إبراهيم" هو ابن آزر، واسمه: "تارح"، بن "ناحور"، بن "شاروخ"، بن"راغوء)، بن "فالخ"، بن "عيبر) ". ويقال: "عابر" بن "شالخ" بن "أرفخشد") بن "سام" بن "نوح".
قال في الفتح: لا يختلف جمهور أهل النسب، ولا أهل الكتاب: في ذلك، إلا في النطق ببعض هذه الأسماء. نعم. ساق "ابن حبان" في أول تاريخه خلاف ذلك. وهو شاذ. انتهى.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي: كان بين مولد إبراهيم "عليه السلام" وبين الطوفان: ألف سنة، ومائتا سنة، وثلاث وستون سنة، وذلك بعد خلق آدم "عليه السلام": بثلاثة آلاف سنة، وثلاثمائة سنة، وسبع وثلاثين سنة.
وقال ابن هشام: لم يكن بين نوح وإبراهيم، عليهما السلام: إلا [ ص: 180 ] هود، وصالح. وكان بين إبراهيم وهود: ستمائة سنة، وثلاثون سنة. وبين نوح وإبراهيم: ألف سنة، ومائة وثلاث وأربعون سنة. انتهى.