(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه . قال : قيل : يا رسول الله ! من أكرم الناس ؟ قال : أتقاهم ، قالوا : ليس عن هذا نسألك . قال : "يوسف نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن خليل الله") .
[ ص: 245 ] هكذا وقع في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : "نبي الله" ، الخ . وفي روايات nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : كذلك . وفي بعضها : nindex.php?page=hadith&LINKID=654321 "نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن خليل الله" . وهذه الرواية هي الأصل. وأما الأولى : فمختصرة منها . فإنه : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . فنسبه في الأولى إلى جده.
"ويوسف" بضم السين وكسرها وفتحها : مع الهمز ، وتركه . فهي ستة أوجه.
قال النووي : "أصل الكرم" كثرة الخير . وقد جمع يوسف ، عليه السلام : مكارم الأخلاق ، مع شرف النبوة ، مع شرف النسب ، وكونه : نبيا ابن ثلاثة أنبياء ، متناسلين ؛ أحدهم : خليل الله . وانضم إليه شرف علم الرؤيا ، وتمكنه فيه ، ورياسة الدنيا ، وملكها بالسيرة الجميلة ، وحياطته الرعية ، وعموم نفعه إياهم ، وشفقته عليهم ، وإنقاذه إياهم من تلك السنين . والله أعلم.
[ ص: 246 ] (قالوا : ليس عن هذا نسألك . قال : فعن معادن العرب) أي : أصولها (تسألوني ؟ خيارهم في الجاهلية : خيارهم في الإسلام ، إذا فقهوا) بضم القاف على المشهور . وحكي كسرها . أي : صاروا فقهاء ، عالمين بالأحكام الشرعية ، فيجتمع لهم شرف النسب ، مع شرف العلم .
قال أهل العلم : لما سئل : "أي الناس أكرم ؟" أخبر بأكمل الكرم وأعمه ، فقال : أتقاهم لله . وهذا كقوله سبحانه : إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
وقد تقدم : أن أصل الكرم : كثرة الخير . ومن كان متقيا ، كان كثير الخير ، وكثير الفائدة في الدنيا ، وصاحب الدرجات العلى في الآخرة .
فلما قالوا : ليس عن هذا نسألك . قال : يوسف ، الذي جمع خيرات الآخرة والدنيا ، وشرفهما .
فلما قالوا : ليس عن هذا نسأل ، فهم أن مرادهم : قبائل العرب .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : قد تضمن الحديث في الأجوبة الثلاثة : أن الكرم كله ؛ عمومه وخصوصه ، ومجمله ومبينه ، إنما هو الدين : من التقوى ، والنبوة ، والإعراق فيها، والإسلام مع الفقه. أي : مع فهم الكتاب [ ص: 247 ] والسنة ، دون الفقه الذي اصطلح عليه عامة الناس ، واتخذوه دينا قويما ، وصراطا مستقيما .
وهذا الحديث : حجة في تقديم الحسب الحسن ، على النسب المجرد عن الدين والعلم . فإن اجتمع لأحد : النسب الرفيع ، مع الحسب الشريف : فهو نور على نور . والله يهدي لنوره من يشاء . ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا لا بارك الله في الدنيا بلا دين