(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال : كان زكريا النبي ، عليه السلام ، وفيه لغات: المد ، والقصر ، وزكري بالتشديد ، والتخفيف ، وزكر كعلم. (نجارا) .
[ ص: 248 ] قال النووي : فيه : جواز الصنائع ، وأن النجارة لا تسقط المروءة ، وأنها صنعة فاضلة .
قلت : وقد عاب جهلة الناس ، في هذه الأعصار والأمصار : فعل الصنائع ، وعمل الأيدي : اللذين هم أخلاق الأشراف ، ورأوا ذلك من الأحوال الخسيسة ، والأفعال الوضيعة ، والأعمال الردية . وهذا جهل منهم عظيم ، وسوء أدب مع الأنبياء عليهم السلام ، وسلف هذه الأمة وأئمتها الكرام ، فإنهم اشتغلوا بكسب اليد ، وأنواع الحرف ، وأصناف التجارة ، ولم ينكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا أحد من الخلفاء الراشدين ، وأهل البيت المهديين . بل كانوا بأنفسهم وأموالهم مشتغلين بذلك . هذه كتب السنن المطهرة بين يديك ، تهديك إلى هذا المقام .