(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، رضي الله عنه؛ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ يقول : بينا أنا نائم ، رأيتني على قليب ، عليها دلو) هي البئر غير المطوية. "والدلو" : يذكر ويؤنث .
(فنزعت منها ما شاء الله ، ثم أخذها ابن أبي قحافة ، فنزع منها) . النزع : الاستقاء .
[ ص: 296 ] (ذنوبا) بفتح الذال : الدلو المملوءة .
(أو ذنوبين . وفي نزعه ضعف : بضم الضاد وفتحها ، لغتان مشهورتان. والضم أفصح .
(والله يغفر له) أي : ضعفه . وأول : بقصر مدة خلافته .
(ثم استحالت) أي : صارت وتحولت ، من الصغر إلى الكبر : (غربا) بفتح المعجمة وإسكان الراء . وهي الدلو العظيمة .
(فأخذها nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب ، فلم أر عبقريا من الناس) : بفتح العين ، وسكون الباء ، وفتح القاف ، وكسر الراء ، وتشديد الياء . هو "السيد" . وقيل : الذي ليس فوقه شيء.
[ ص: 297 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير: "العبقري" : عتاق الزرابي . أي : حسانها . قال "يحيى بن سعيد القطان" : الزرابي ؛ هي الطنافس؛ أي : البساط ، لها خمل . أي : أهداب . رقيقة مبثوثة أي كثيرة . وهذا الذي قاله هو معنى "العبقري" في اللغة . والمراد به هنا : "سيد القوم" . وغير ذلك.
(ينزع نزع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب) . وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "يفري فريه" . (حتى ضرب الناس بعطن) أي : أرووا إبلهم ، ثم آووها إلى "عطنها" : وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي ، لتستريح .
ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "حتى روي الناس ، وضربوا بعطن" .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : ظاهره أنه عائد إلى خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر خاصة . وقيل : يعود إلى خلافة أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر جميعا ؛ لأن بنظرهما ، وتدبيرهما ، وقيامهما بمصالح المسلمين : تم هذا الأمر ، وضرب الناس بعطن . لأن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر : قمع أهل الردة ، وجمع شمل المسلمين وألفهم، وابتدأ الفتوح ، ومهد الأمور . وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه . انتهى.
وعبارة النووي ؛ قال العلماء : "هذا المنام" مثال واضح ، لما جرى nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، رضي الله عنهما : في خلافتهما ، وحسن سيرتهما ، وظهور آثارهما ، وانتفاع الناس بهما . وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن بركته ، وآثار صحبته . فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هو صاحب الأمر ، فقام به أكمل قيام ، وقرر قواعد الإسلام ؛ ومهد أموره . وأوضح أصوله وفروعه ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وأنزل الله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم . ثم توفي صلى الله عليه وآله وسلم ، فخلفه أبو بكر ، رضي الله عنه : سنتين وأشهرا. وهو المراد بقوله : "ذنوبا أو ذنوبين" . وهذا شك من الراوي . والمراد : "ذنوبان"
[ ص: 299 ] كما صرح به في الرواية الأخرى. وحصل في خلافته : قتال أهل الردة ، وقطع دابرهم ، واتساع الإسلام . ثم توفي ، فخلفه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه ، فاتسع الإسلام في زمنه ، وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله . فعبر "بالقليب" : عن أمر المسلمين ، لما فيها من الماء ، الذي به حياتهم وصلاحهم. وشبه أميرهم : بالمستقي لهم . وسقيه : هو قيامه بمصالحهم ، وتدبير أمورهم . وليس في قوله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ في حق أبي بكر : "وفي نزعه ضعف" حط من فضيلته ، ولا إثبات فضيلة nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر عليه . وإنما هو إخبار عن مدة ولايتهما ، وكثرة انتفاع الناس في ولاية nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، لطولها ولاتساع دائرة الإسلام ، وبلاده ، والأموال وغيرها : من الغنائم ، والفتوحات . ومصر الأمصار ، ودون الدواوين . وكذلك ليس في قوله : "والله يغفر له" : تنقيص له ، ولا إشارة إلى ذنب . وإنما هي كلمة ، كان المسلمون يدعمون بها كلامهم ، ونعمت الدعامة.
وفي حديث آخر عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : "إنها كلمة ، كان المسلمون يقولونها : افعل كذا ، والله يغفر لك" .