ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان -يريد أخاه- خيرا: يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب. فقلت: على رسلك. ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، وقلت: هذا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، يستأذن. فقال: "ائذن له، وبشره بالجنة" . فجئت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [ ص: 318 ] فقلت: أذن، ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة قال: فدخل، فجلس: مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: في القف عن يساره، ودلى رجليه في البئر.
ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا -يعني: أخاه يأت به؛ فجاء إنسان فحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. قال: وجئت النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته. فقال: "ائذن له، وبشره بالجنة، مع بلوى تصيبه" . قال: فجئت، فقلت: ادخل، ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالجنة، مع بلوى تصيبك. قال: فدخل فوجد القف قد ملئ، فجلس وجاههم، من الشق الآخر. قال nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك: فقال nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم) .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب) ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري ، رضي الله عنهم : أنه توضأ في بيته ، ثم خرج ؛ فقال : لألزمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولأكون معه يومي هذا . قال : فجاء المسجد ، فسأل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقالوا: خرج ، وجه ههنا) المشهور في الرواية : "وجه" بتشديد الجيم . وضبطه بعضهم : بإمكانها . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض الوجهين ، ونقل الأول عن الجمهور .
[ ص: 319 ] ورجح الثاني ، لوجود "خرج" . أي : قصد هذه الجهة .
قال : فخرجت على إثره ، أسأل عنه ، حتى دخل بئر أريس) بفتح الهمزة ، مصروف.
(قال : فجلست عند الباب ، وبابها من جريد ، حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجته ، وتوضأ . فقمت إليه ؛ فإذا هو قد جلس على بئر أريس ، وتوسط قفها) .
"القف" ، بضم القاف : هو حافة البئر . وأصله : الغليظ ، المرتفع من الأرض .
(وكشف عن ساقيه ، ودلاهما في البئر . قال : فسلمت عليه ، ثم انصرفت : فجلست عند الباب ، فقلت : لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اليوم) .
يحتمل : أنه صلى الله عليه وآله وسلم : أمره أن يكون بوابا في جميع ذلك المجلس ، ليبشر هؤلاء المذكورين بالجنة .
ويحتمل : أنه أمره بحفظ الباب أولا ، إلى أن يقضي حاجته ويتوضأ ، لأنها حالة يستر فيها . ثم حفظ الباب nindex.php?page=showalam&ids=110 "أبو موسى" ، من تلقاء نفسه .
(فجاء أبو بكر رضي الله عنه ؛ (فدفع الباب ، فقلت : من هذا ؟ فقال : أبو بكر . فقلت : على رسلك) بكسر الراء ، وفتحها : لغتان ، الكسر أشهر . ومعناه : تمهل ، وتأن .
[ ص: 320 ] (قال : نعم. ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن . فقال : "ائذن له ، وبشره بالجنة" . قال : فأقبلت ، حتى قلت nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر : ادخل . ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبشرك بالجنة . قال : فدخل أبو بكر ، فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - معه في القف - ودلى رجليه في البئر ، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكشف عن ساقيه . ثم رجعت ، فجلست ، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني . فقلت : إن يرد الله بفلان - يريد أخاه - خيرا يأت به ، فإذا إنسان يحرك الباب ، فقلت : من هذا ؟ فقال : nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب . فقلت : على رسلك . ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فسلمت عليه ، وقلت : هذا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، يستأذن . قال: "ائذن له ، وبشره بالجنة" . فجئت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه، فقلت : أذن ، ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة . قال : فدخل ، فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : في القف ، عن يساره ، ودلى رجليه في البئر) .
هذا فعلاه للموافقة ، وليكون أبلغ في بقاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حالته وراحته ، بخلاف ما إذا لم يفعلاه ، فربما استحيى منهما : فرفعهما .
[ ص: 321 ] وفي هذا : دليل للغة الصحيحة ؛ أنه يجوز أن يقول : "دليت الدلو في البئر ، ودليت رجلي وغيرها فيها" . كما يقال : "أدليت" . قال تعالى : فأدلى دلوه .
ومنهم من منع الأول. وهذا الحديث يرد عليه .
(ثم رجعت ، فجلست ، فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا - يعني أخاه - يأت به . فجاء إنسان ، فحرك الباب ، فقلت : من هذا؟ فقال : nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان . فقلت : على رسلك . قال : وجئت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخبرته ، فقال : "ائذن له ، وبشره بالجنة ، مع بلوى تصيبه") .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "سكت هنية ، ثم قال : ائذن له" .
(قال : فجئت ، فقلت : ادخل. ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بالجنة ، مع بلوى تصيبك) .
وزاد في رواية أخرى ؛ "فقال : اللهم ! صبرا . والله المستعان" .
[ ص: 322 ] (قال : فدخل، فوجد القف قد ملئ ، فجلس وجاههم) بكسر الواو ، وضمها ، أي : قبالتهم : (من الشق الآخر . قال nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك : فقال nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : فأولتها قبورهم) .
وفي رواية "فأولت ذلك قبورهم ؛ اجتمعت ههنا ، وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان" . يعني : أن الثلاثة دفنوا في مكان واحد ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان في مكان بائن عنهم . وهذا من باب الفراسة الصادقة . والله أعلم .