[ ص: 324 ] قال : ثم اختلف هؤلاء ؛ فكفرت الروافض سائر الصحابة ، في تقديمهم غيره . وزاد بعضهم : فكفر nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، لأنه لم يقم في طلب حقه بزعمهم .
قال: وهؤلاء أسخف مذهبا ، وأفسد عقلا من أن يرد قولهم ، أو يناظر .
قال: ولاشك في كفر من قال هذا ؛ لأن من كفر الأمة كلها ، والصدر الأول ؛ فقد أبطل نقل الشريعة ، وهدم الإسلام .
وأما من عدا هؤلاء الغلاة : فإنهم لا يسلكون هذا المسلك ؛ فأما الإمامية ، وبعض المعتزلة ، فيقولون : هم مخطئون في تقديم غيره ، لا كفار .
وبعض المعتزلة ؛ لا يقول بالتخطئة : لجواز تقديم المفضول عندهم .
قال : وهذا الحديث لا حجة فيه لأحد منهم ، بل فيه مجرد إثبات فضيلة nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي ، ولا تعرض فيه لكونه أفضل من غيره ، أو مثله أصلا . وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده صلى الله عليه وآله وسلم ألبتة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إنما قال هذا nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي ، حين استخلفه في المدينة ، في "غزوة تبوك" . ويؤيد هذا أن هارون المشبه به ، لم يكن خليفة بعد موسى ، عليهما السلام . بل توفي في حياة موسى ، وقبل وفاة [ ص: 325 ] موسى بنحو أربعين سنة ، على ما هو مشهور عند أهل الأخبار والقصص . قالوا : وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة . والله أعلم . انتهى.
وفي رواية عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : "فقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي : رضيت ، رضيت" .
واستدلال الشيعة به على خلافة nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، "رضي الله عنه" : مردود بأن الخلافة في الأهل ، في الحياة : لا تقتضي الخلافة في الأمة ، بعد الوفاة . مع أن القياس ينتقض بموت هارون ، قبل موت موسى ، كما تقدم .
وإنما كان خليفته في حياته ، في أمر خاص ، كما سبق . فكذلك ههنا .
وإنما خصه بهذه الخلافة الجزئية ، دون غيره : لمكان القرابة . فكان استخلافه في الأهل : أولى من غيره . يعني : أنت متصل بي ، ونازل مني منزلة هارون من موسى . وكان وجه التشبيه مبهما ، فبينه بقوله : "غير أنه لا نبي بعدي" ، فعرف أن الاتصال المذكور بينهما : ليس من جهة النبوة ، بل من جهة ما دونها ، وهو الخلافة . ولما كان هارون المشبه به ، إنما كان خليفة في حياة موسى؛ دل ذلك على تخصيص خلافة nindex.php?page=showalam&ids=8علي [ ص: 326 ] للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بحياته . فالحديث حجة على الشيعة ، لا لهم .
وفي نفس الحديث جواب كل شبهة أتى بها المبتدعون ، الضالون ، المضلون .