قال: فلما أصبح الناس، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كلهم يرجون أن يعطاها. فقال: "أين nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب؟" فقالوا: هو يا رسول الله! يشتكي عينيه. قال: "فأرسلوا إليه" . فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له؛ فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الراية، فقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي: يا رسول الله! أقاتلهم [ ص: 327 ] حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: "انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم") .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد ، رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ قال - يوم خيبر - : "لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله" . قال : فبات الناس يدوكون) بالدال والكاف . أي : يخوضون . هكذا هو في معظم النسخ ، والروايات : بضم الدال . أي : يتحدثون في ذلك .
وفي بعض النسخ : "يذكرون" بإسكان الذال ، والراء: (ليلتهم أيهم يعطاها ؟ قال : فلما أصبح الناس ؛ غدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كلهم يرجو، أن يعطاها . فقال : "أين nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب؟" فقالوا : هو يا رسول الله ! يشتكي عينيه . قال : "فأرسلوا إليه . فأتي به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم : في عينيه ، ودعا له : فبرأ ، حتى كأن لم يكن به وجع) فيهما ، بل لم يرمد ، ولم يصدع بعد .
[ ص: 328 ] (فأعطاه الراية ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، رضي الله عنه: يا رسول الله ! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟) أي : مسلمين . (قال : انفذ) بضم الفاء . أي : امض (على رسلك) بكسر الراء . أي : على هيئتك (حتى تنزل بساحتهم) أي : بفنائهم . (ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم : بما يجب عليهم من حق الله فيه) أي : في الإسلام .
(فوالله ! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم) تتصدق بها . وهي الإبل الحمر . وهي أنفس أموال العرب . يضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وأنه ليس هناك أعظم منه .
وقد تقرر : أن تشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا ، إنما هو للتقريب من الأفهام . وإلا فذرة من الآخرة الباقية خير من الأرض بأسرها ، وأمثالها معها ، لو تصورت .
وفي هذا الحديث : بيان فضيلة العلم ، والدعاء إلى الهدى ، وسن السنن الحسنة .
ومذهب الشافعية ، ومذهب آخرين : أنهم ، إن كانوا ممن لم تبلغهم دعوة الإسلام : وجب إنذارهم ، قبل القتال . وإلا ، فلا يجب ، لكن يستحب . وليس في هذا : ذكر الجزية ، وقبولها : إذا بذلوها . ولعله كان قبل نزول آية الجزية .
معناه : أنا ننكف عنه في الظاهر . وأما بينه وبين الله تعالى ؛ فإن كان صادقا ، مؤمنا بقلبه : نفعه ذلك في الآخرة ، ونجا من النار ، كما نفعه في الدنيا . وإلا فلا ينفعه . بل يكون منافقا ، من أهل النار .