قال: ومرضت، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاني، فقلت: دعني أقسم مالي، حيث شئت. قال: فأبى. قلت: فالنصف. قال: فأبى. قلت فالثلث. قال: فسكت، فكان -بعد- الثلث جائزا.
قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك، ونسقك خمرا. وذلك قبل أن تحرم الخمر. قال: فأتيتهم في حش (والحش البستان) ، فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزق من خمر قال: فأكلت وشربت معهم. قال: فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار. قال: فأخذ رجل أحد لحيي الرأس، فضربني به، فجرح بأنفي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأنزل الله عز وجل في؛ يعني نفسه شأن الخمر: إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعد ، عن أبيه ، رضي الله عنه؛ أنه نزلت فيه : آيات من القرآن ؛ قال : حلفت أم سعد : أن لا تكلمه أبدا ، حتى يكفر بدينه ، ولا تأكل ولا تشرب . قالت : زعمت أن الله أوصاك بوالديك؛ فأنا أمك - وأنا آمرك بهذا . قال : مكثت ثلاثا، حتى غشي عليها من [ ص: 350 ] الجهد ، فقام ابن لها ، يقال له : "عمارة" فسقاها . فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل - في القرآن - هذه الآية : ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا .
قال : وأصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : غنيمة عظيمة ، فإذا فيها سيف ، فأخذته ، فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقلت : نفلني هذا السيف ، فأنا من قد علمت حاله . فقال : "رده من حيث أخذته" . فانطلقت ، حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض) بفتح القاف : الموضع الذي يجمع فيه الغنائم .
(لامتني نفسي ، فرجعت إليه ؛ فقلت : أعطنيه . قال : فشد لي صوته : "رده من حيث أخذته" . قال : فأنزل الله عز وجل : يسألونك عن الأنفال .
قال : ومرضت ، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ فأتاني ، فقلت : دعني أقسم مالي ، حيث شئت . قال : فأبى . قلت : [ ص: 351 ] فالنصف . قال : فأبى . قلت : فالثلث . فسكت، فكان -بعد- الثلث جائزا . قال : وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين ، فقالوا : تعال نطعمك ، ونسقيك خمرا. وذلك قبل أن يحرم الخمر . قال : فأتيتهم ، في حش) بفتح الحاء ، وضمها . ( "والحش" : البستان ، - فإذا رأس جزور مشوي - عندهم ، وزق من خمر . قال : فأكل وشربت معهم.
قال : فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم ؛ فقلت : المهاجرون خير من الأنصار . قال : فأخذ رجل أحد لحيي الرأس ، فضربني به ، فجرح بأنفي) .
وفي رواية أخرى : "فضرب به أنف سعد ففزره ، فكان أنف سعد مفزورا" . أي : مشقوقا . و"فزره" أي : شقه . بالزاي ، ثم الراء .