وقال النووي : (باب : من فضائل nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة الخ) .
وهي بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة .
[ ص: 361 ] ولدت : سنة "إحدى وأربعين" من مولده صلى الله عليه وآله وسلم . وتزوجها على بعد "بدر" ، في السنة الثانية . وولدت له : nindex.php?page=showalam&ids=35 "حسنا وحسينا ، ومحسنا ، وزينب ، وأم كلثوم ، nindex.php?page=showalam&ids=10733ورقية" . ولم تبلغ . كذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث.
وقال غيره : فمات "محسن" صغيرا . ولم يكن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ عقب إلا منها .
وتوفيت بعد موته صلى الله عليه وآله وسلم : بستة أشهر . وقيل: بثمانية أشهر . وقيل : بمائة يوم . وقيل : بسبعين . والأول أشهر .
وكانت وفاتها : ليلة الثلاثاء ، لثلاث خلون من شهر رمضان ، سنة إحدى عشرة، وهي ابنة "تسع وعشرين سنة" . قاله المدائني . وقيل : ابنة ثلاثين.
وصلى عليها : nindex.php?page=showalam&ids=8علي . وقيل : nindex.php?page=showalam&ids=18العباس . وقيل : أبو بكر ، رضي الله عنهم .
[ ص: 362 ] (حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي ، ص 4 ج16، المطبعة المصرية
قال: فترك nindex.php?page=showalam&ids=8علي الخطبة .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة ، رضي الله عنهما، أن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه: خطب بنت أبي جهل) : nindex.php?page=showalam&ids=149 "جويرية" بضم الجيم ، وقيل : "العوراء" .
[ ص: 363 ] (- وعنده nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت النبي ، صلى الله عليه) وآله (وسلم - فلما سمعت بذلك : nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة ، رضي الله عنها: أتت النبي ، صلى الله عليه) وآله (وسلم ؛ فقالت له : إن قومك يتحدثون : أنك لا تغضب لبناتك) إذا أوذين . (وهذا nindex.php?page=showalam&ids=8علي ناكحا : ابنة أبي جهل) . أي : يريد أن ينكح .
وأطلق عليه : اسم "ناكح" مجازا ، باعتبار قصده له .
(قال nindex.php?page=showalam&ids=83المسور : فقام النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم ، فسمعته حين تشهد ، ثم قال : "أما بعد! فإني أنكحت أبا العاص) : لقيط (ابن الربيع) أي : ابنته صلى الله عليه وسلم : "زينب" أكبر بناته . وكان ذلك : قبل النبوة . (فحدثني وصدقني) بتخفيف الدال ، بعد الصاد . أي : في حديثه . وزاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، في رواية أخرى : "ووعدني فوفى" .
[ ص: 364 ] قال في : "إرشاد الساري" : ولعله كان شرط عليه : أن لا يتزوج على زينب ، فلم يتزوج عليها . وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=8علي . فإن لم يكن كذلك ، فيحتمل : أن يكون نسي ذلك الشرط . قال: وأسر "أبو العاص" مرة أخرى ، وأجارته زينب ، فأسلم وردها إليه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم : إلى نكاحه ، وولدت له nindex.php?page=showalam&ids=219 "أمامة ، التي كان يحملها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يصلي .
(وإن nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم : مضغة مني) بضم الميم.
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "بضعة" بفتح الباء ، وسكون المعجمة .
ومعناهما: "قطعة من اللحم" .
(وإنما أكره : أن يفتنوها) .
ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : "وإني أكره : أن يسوءها أي أحد : علي أو غيره" (وإنها ، والله! لا تجتمع بنت رسول الله ، وبنت عدو الله) أبي جهل أو غيره : (عند رجل واحد ، أبدا" . قال : فترك nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه الخطبة) بكسر الخاء .
[ ص: 365 ] وقال "ابن داود" - فيما ذكره "المحب nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري - : حرم الله عز وجل ، على nindex.php?page=showalam&ids=8علي : أن ينكح على nindex.php?page=showalam&ids=129 "فاطمة" حياتها . لقوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .
وقال "أبو علي" السنجي - في "شرح التلخيص" - : يحرم التزوج على بنات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم .
واستدل بهذا "السهيلي" : على أن من سبها ، فإنه يكفر . وأنها أفضل بناته صلى الله عليه وآله وسلم . وعورض : بأن أخواتها : زينب ، nindex.php?page=showalam&ids=10733ورقية ، وأم كلثوم : يشاركنها في هذه الصفة ؛ لأن كلا منه : "بضعة" منه صلى الله عليه وآله وسلم . وإنما يعتبر التفضيل : بأمر يختص به المفضل على غيره .
وأجيب : بأنها امتازت عنه ؛ بأنهن متن في حياته ، فكن في صحيفته . ومات صلى الله عليه وآله وسلم في حياة nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة ، فكان في صحيفتها. ولا يقدر قدر ذلك : إلا الله . فانفردت nindex.php?page=showalam&ids=129 "فاطمة" دون سائر [ ص: 366 ] بناته ، فامتازت بذلك: بأن بشرها في مرض موته : بأنها "سيدة نساء أهل الجنة" . أي : من أهل هذه الأمة المحمدية . وقد ثبت أفضلية هذه الأمة على غيرها ، فتكون nindex.php?page=showalam&ids=129 "فاطمة" على هذا: أفضل من مريم ، وآسية . وفي ذلك خلاف .
وأجيب عن حديث " nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة " ، عند nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : أنه صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=889476 "زينب أفضل بناتي" - على تقدير ثبوته - : بأن ذلك كان متقدما . ثم وهب الله عز وجل ، nindex.php?page=showalam&ids=129لفاطمة : من الأحوال السنية ، والكمالات العلية : ما لم يشركها فيه أحد، من نساء هذه الأمة مطلقا .
قال النووي : قال العلماء : في هذا الحديث : تحريم إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بكل حال ، وعلى كل وجه . وإن تولد ذلك الإيذاء : مما كان أصله مباحا ، وهو حي . وهذا بخلاف غيره . قالوا : وقد أعلم صلى الله عليه وآله وسلم : بإباحة نكاح "بنت أبي جهل" nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي، ولكن نهى عن الجمع بينهما : لعلتين منصوصتين :
إحداهما : أن ذلك يؤدي إلى أذى nindex.php?page=showalam&ids=129 "فاطمة" ، فيتأذى حينئذ : [ ص: 367 ] النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فيهلك من آذاه . فنهى عن ذلك ، لكمال شفقته على nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وعلى nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة .
والثانية : خوف الفتنة عليها ، بسبب الغيرة .
وقيل : ليس المراد به النهي عن جمعهما ، بل معناه : "أعلم من فضل الله : أنهما لا تجتمعان" .كما قال أنس بن النضر : والله ! لا تكسر ثنية الربيع .