وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي ، ص 179 ، 180 ج 15 ، المطبعة المصرية
قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : (حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد "جميعا عن nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية" قال زهير: حدثنا إسمعيل بن إبراهيم، حدثني [ ص: 374 ] أبو حيان حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا، وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم : إلى nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم. .
فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي" .
فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته: من حرم الصدقة بعده.
قال: ومن هم؟ قال: هم آل nindex.php?page=showalam&ids=8علي، وآل nindex.php?page=showalam&ids=222عقيل، وآل جعفر، وآل nindex.php?page=showalam&ids=18عباس. .
[ ص: 375 ] قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم) .
(الشرح)
(عن يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة ، وعمر بن مسلم : إلى nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم . فلما جلسنا إليه ، قال له حصين : لقد لقيت يا زيد! خيرا كثيرا . رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه . لقد لقيت يا زيد ! خيرا كثيرا . حدثنا يا زيد! ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال : يا ابن أخي ! والله ! لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فما حدثتكم فاقبلوه) ، وما لا ، فلا تكلفونيه . ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يوما - فينا خطيبا ، بماء يدعى : "خما" بين مكة والمدينة.
"الخم" : بضم الخاء المعجمة ، وتشديد الميم : هو اسم لغيضة ، على ثلاثة أميال من "الجحفة" . عندها : غدير مشهور ، يضاف إلى "الغيضة" ، فيقال : "غدير خم" .
(فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال : "أما بعد ! ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتي رسول ربي ، فأجيب . وأنا تارك [ ص: 376 ] فيكم ثقلين ؛ أولهما : كتاب الله ، فيه الهدى والنور . فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به" . فحث على كتاب الله ، ورغب فيه) .
وفي رواية أخرى : "من استمسك به ، وأخذ به : كان على الهدى . ومن أخطأه ضل" .
والمراد بالحبل : "العهد" . وقيل : السبب الموصل إلى رضاه ورحمته . وقيل : هو نوره الذي يهدى به .
ثم قال : "وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي : ثلاثا" .
قال أهل العلم : سميا "ثقلين" : لعظمهما ، وكبير شأنهما .
وقيل : لثقل العمل بهما .
وسياق هذا الحديث ، كسياق الوصية .
والأخذ بكتاب الله : أن يتلوه آناء الليل والنهار ، ويعمل بما فيه من الحلال والحرام ، وغيرهما : مما اشتمل عليه . ولا يتخذه مهجورا .
والذكرى في أهل البيت : أن يعرف فضلهم ، ويخدمهم بما تصل [ ص: 377 ] إليه يده . ويجتنب أذاهم وحطهم . ويقتدي بهم ، فيما يوافق الكتاب والسنة . ويوقرهم ويعزرهم ، لاسيما العلماء الصلحاء منهم . فإنهم بضعة الرسول ، ومضغة البتول، وأحباء الله ، وأبناء رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
(فقال له حصين : ومن أهل بيته ؟ يا زيد ! أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته) .
وفي رواية أخرى : "قلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا" .
وهاتان الروايتان، ظاهرهما التناقض . والمعروف في معظم الروايات ، في غير nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : أنه قال : "نساؤه لسن من أهل بيته" . فتتأول الرواية الأولى ، على أن المراد : أنه من أهل بيته ، الذين يساكنونه ، ويعولهم ، وأمر باحترامهم وإكرامهم . وسماهم : "ثقلا" ووعظ في حقوقهم وذكر . فنساؤه داخلات في هذا كله ، (ولكن أهل بيته : من محرم الصدقة بعده) . فاتفقت الروايتان .
[ ص: 378 ] و "حرم" بضم الحاء. والمراد "بالصدقة" : الزكاة. وهي حرام عند الشافعية : على بني هاشم ، وبني المطلب . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : بنو هاشم فقط . وقيل : هم بنو قصي. وقيل : قريش كلها .
(قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس . قال : كل هؤلاء محرم الصدقة؟ قال : نعم) .
فقيل : "نساؤه" لأنهن في بيته . قاله nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وهو قول عكرمة ، ومقاتل .
وقيل : nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة ، والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين . قاله nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري ، وجماعة من التابعين ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وقتادة .
وقيل : هم من في حديث الباب . قاله nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم .
وقال ابن الخطيب ، والفخر الرازي : الأولى أن يقال : هم أولاده ، وأزواجه ، والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي منهم ، لأنه كان من أهل بيته ، لمعاشرته nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنته ، وملازمته لها . ومسألة تحريم الزكاة على أهل البيت : لها موضع ، غير هذا الموضع . والمقصود هنا : بيان فضيلتهم ، وأنهم قسيم كتاب الله : في التعظيم ، والإكرام ، وفي التسمية "بالثقل" . وأنه لابد من الأخذ بهما ، فإنهما لا يفترقان حتى يردا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الحوض .