قال القاضي : مغاضبة nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، هي مما سبق من الغيرة ، التي عفي عنها للنساء : في كثير من الأحكام ، كما سبق : لعدم انفكاكه منها. حتى قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وغيره من علماء المدينة : يسقط عنها الحد ، إذا قذفت زوجها : بالفاحشة ، على جهة الغيرة .
قال: واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ أنه [ ص: 383 ] قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3503625 "ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله" . ولولا ذلك : لكان على " nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة " في ذلك من الحرج : ما فيه . لأن الغضب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهجره : كبيرة عظيمة . ولهذا قالت : "لا أهجر إلا اسمك" . فدل على أن قلبها وحبها كما كان . وإنما الغيرة في النساء : لفرط المحبة .
قال: واستدل بعضهم بهذا : أن الاسم غير المسمى ، في المخلوقين . وأما في حق الله تعالى : فالاسم هو المسمى . قال: وهذا كلام من لا تحقيق عنده : من معنى المسألة لغة ، ولا نظرا . ولا شك (عند القائلين : بأن الاسم هو المسمى ؛ من أهل السنة وجماهير أهل اللغة ، أو مخالفيهم من المعتزلة) : أن الاسم قد يقع أحيانا ، والمراد به : "التسمية" حيث كان ؛ في خالق ، أو مخلوق؛ ففي حق الخالق : تسمية المخلوق له "باسمه" ، وفعل المخلوق ذلك بعباراته المخلوقة .
وأما أسماؤه سبحانه وتعالى ، "التي سمى بها نفسه" فقديمة . كما أن ذاته وصفاته قديمة . وكذلك لا يختلفون : أن لفظة "الاسم" - إذا تكلم بها المخلوق ، فتلك اللفظة ، والحروف ، والأصوات المقطعة ، المتفهم منها الاسم - : أنها غير الذات ، بل هي التسمية .
[ ص: 384 ] وإنما الاسم الذي هو الذات : ما يفهم منه ؛ من خالق ومخلوق . هذا آخر كلام القاضي .