قال أبو بكر -في روايته-: (عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة) ولم يقل: "سمعت" . ولم يقل في الحديث: "ومني" .
(الشرح)
(عن أبي هريرة ، رضي الله عنه . قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، في رواية سعيد بن كثير : أن ذلك كان وهو بحراء.
(فقال : يا رسول الله ! هذه nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ، قد أتتك) أي : توجهت إليك (معها إناء فيه إدام) بكسر الهمزة . (أو) قال (طعام) .
في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني المذكورة : "أنه كان حيسا" (أو شراب. فإذا هي أتتك) أي : وصلتك ، (فاقرأ) بفتح الراء (عليها السلام) أي سلم عليها (من ربها عز وجل ، ومني) .
[ ص: 506 ] وهذا لعمر الله ! خاصة لم تكن لسواها .
زاد nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني - في روايته المذكورة - : (فقالت : هو السلام ، ومنه السلام . وعلى جبريل السلام) . زاد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي - من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - :(وعليك ، يا رسول الله! السلام ، ورحمة الله ، وبركاته) فجعلت مكان رد السلام على الله : الثناء عليه تعالى . ثم غايرت بين ما يليق بالله ، وما يليق بغيره . وهذا يدل على وفور فقهها ، كما لا يخفى.
(وبشرها ببيت في الجنة ، من قصب) .
قال جمهور العلماء : المراد به : "قصب اللؤلؤ" المجوف ، كالقصر المنيف . وقيل: قصب من ذهب ، منظوم بالجوهر .
قال أهل اللغة : "القصب من الجوهر" : ما استطال منه في تجويف . قالوا : ويقال لكل مجوف : "قصب" . وقد جاء في الحديث مفرا "ببيت من لؤلؤة محياة" . وفسروه بمجوفة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، وغيره : المراد بالبيت هنا : "القصر" .
(لا صخب فيه) بفتح الصاد والخاء . وهو الصوت المختلط المرتفع .
(ولا نصب) وهو المشقة ، والتعب . ويقال فيه : بضم النون وإسكان الصاد ، وبفتحهما . لغتان . حكاهما nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض وغيره - كالحزن والحزن - .
[ ص: 507 ] والفتح أشهر ، وأفصح ، وبه جاء القرآن. وقد "نصب الرجل" بفتح النون ، وكسر الصاد : إذا "أعيى" .
وقد أبدى "السهيلي" لنفي هاتين الصفتين حكمة لطيفة ؛ فقال : لأنه صلى الله عليه وآله وسلم ، لما دعا إلى الإيمان : أجابت nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة "رضي الله عنها" طوعا، - فلم تحوجه إلى رفع الصوت - من غير منازعة ولا تعب ، بل أزالت عنه كل تعب، وآنسته من كل وحشة ، وهونت عليه كل عسير : فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها : بالصفة المقابلة لفعلها ، وصورة حالها . قال : ومن خواصها : أنها لم تسؤه قط ، ولم تغاضبه .
قال النووي : وهذه فضائل ظاهرة ، nindex.php?page=showalam&ids=10640لخديجة ، رضي الله عنها . وهذا الحديث من مراسيل الصحابة ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة لم يدرك nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ولا أيامها . وهو حجة عند الجماهير . وهو محمول على أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أو من صحابي . ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة - هنا - سماعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.