وكان قد أصيب "بمؤتة" من أرض الشام، وهو أمير بيده راية الإسلام، بعد nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة. فقاتل في الله، حتى قطعت يداه. فأري النبي، صلى الله عليه وآله وسلم -فيما كشف به- أن له جناحين مضرجين بالدم، يطير بهما في الجنة مع الملائكة. وكفى بذلك شرفا، وإكراما، وفوزا عظيما.
(حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم \ النووي، ص 64 ج 16، المطبعة المصرية
قالت: فلقد رأيت nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى، وأصحاب السفينة: يأتوني أرسالا، يسألوني عن هذا الحديث؛ ما من الدنيا شيء، هم به أفرح، ولا أعظم في أنفسهم: مما قال لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
قال أبو بردة: فقالت أسماء: فلقد رأيت nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى، وإنه ليستعيد هذا الحديث مني] .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى رضي الله عنه؛ قال: بلغنا مخرج رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم) أي: مبعثه، أو خروجه إلى المدينة. "فمخرج": مصدر ميمي، أي: خروج النبي، صلى الله عليه وآله وسلم (ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوان لي -أنا أصغرهما-) هكذا هو في النسخ. والوجه: "أصغر منهما". (أحدهما: أبو بردة) عامر بن قيس (والآخر: أبو رهم) بضم الراء، وسكون الهاء: ابن قيس (إما قال: بضعا "وإما قال: ثلاثة" وخمسين "أو اثنين وخمسين": رجلا من قومي) الأشعريين.
[ ص: 538 ]
(قال: فركبنا سفينة) لنصل إلى مكة، (فألقتنا سفينتنا) أي: بسبب هيجان البحر والريح: (إلى nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي بالحبشة، فوافقنا nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب "رضي الله عنه" -وأصحابه عنده- فقال جعفر: إن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: بعثنا ههنا. وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا. قال: فأقمنا معه حتى قدمنا) أي: المدينة (جميعا. قال: فوافقنا جميعا رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم -حين افتتح خيبر-) سنة ست، أو سبع (فأسهم لنا -أو قال: أعطانا- منها).
هذا الإعطاء: محمول على أنه برضى الغانمين. وقد جاء في "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري": ما يؤيده. وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: التصريح بأن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، كلم المسلمين، فشركوهم في سهمانهم. (وما قسم لأحد "غاب عن فتح خيبر منها": شيئا، إلا لمن شهد معه -إلا لأصحاب سفينتنا، مع جعفر وأصحابه- قسم لهم معهم. قال: فكان ناس من الناس -سمي منهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر- يقولون لنا -يعني: لأهل السفينة-: نحن سبقناكم بالهجرة. قال: فدخلت nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس) مع زوجها جعفر (وهي ممن قدم معنا) من أصحاب السفينة. (على nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة "زوج النبي" صلى الله عليه) وآله (وسلم: [ ص: 539 ] زائرة -وقد كانت هاجرت إلى nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي فيمن هاجر إليه- فدخل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، رضي الله عنه، على nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة -وأسماء عندها- فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر -حين رأى أسماء- من هذه؟ قالت: nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس. قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر "رضي الله عنه": آلحبشية هذه؟) بمد همزة الاستفهام. وقال "الحبشية": لسكناها فيهم. (البحرية هذه؟) لركوبها البحر. (فقالت أسماء: نعم. فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: منكم. فغضبت) أي: أسماء (وقالت كلمة: كذبت، يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر!) أي: أخطأت. وقد استعملوا، "كذب" بمعنى "أخطأ". (كلا والله! كنتم مع رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم. وكنا في دار -أو في أرض- البعداء) في النسب: بضم الباء، وفتح العين. وفتح الدال ممدودا.
ودار، وأرض: بغير تنوين؛ لإضافتهما إلى "البعداء": جمع بعيد.
(في الحبشة) لأنهم كفار، إلا nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي: وكان يستخفي بإسلامه عن قومه، ويوري لهم.
[ ص: 540 ]
(وذلك في الله، وفي رسوله صلى الله عليه) وآله (وسلم) أي: لأجلهما، وطلب رضاهما. (وايم الله! لا أطعم طعاما، ولا أشرب شرابا، حتى أذكر ما قلت لرسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، ونحن كنا نؤذى ونخاف) بضم النون فيهما: مبنيين للمفعول.
(وسأذكر ذلك لرسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، وأسأله، ووالله! لا أكذب، ولا أزيغ، ولا أزيد على ذلك. قال: فلما جاء النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قالت: يا نبي الله! إن عمر قال كذا وكذا. فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم) تأكيد لضمير الخفض (-أهل السفينة- هجرتان): هجرة من مكة إلى الحبشة، وهجرة من الحبشة إلى المدينة.
وعند ابن سعد بإسناد صحيح، عن الشعبي: (قال: قالت أسماء: يا رسول الله! إن رجالا يفتخرون علينا، ويزعمون: أنا لسنا من المهاجرين الأولين. فقال: "بل لكم هجرتان: هاجرتم إلى أرض الحبشة، ثم هاجرتم بعد ذلك").
(قالت) أي أسماء: (فلقد رأيت nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى، وأصحاب السفينة: يأتونني أرسالا) بفتح الهمزة. أي: أفواجا؛ فوجا بعد فوج، وناسا بعد ناس.
(يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح، ولا أعظم في أنفسهم: مما قال لهم رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم. قال أبو بردة) ليس هو أخا nindex.php?page=showalam&ids=110لأبي موسى.
(فقالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى) الأشعري (وإنه ليستعيد هذا الحديث مني).