وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي، ص 43-45، ج 16، المطبعة المصرية
(عن nindex.php?page=showalam&ids=15818خرشة بن الحر، قال: كنت جالسا في حلقة -في مسجد المدينة- قال: وفيها شيخ حسن الهيئة "وهو nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام". قال: [ ص: 566 ] فجعل يحدثهم حديثا حسنا. قال: فلما قام، قال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا. قال: فقلت: والله! لأتبعنه، فلأعلمن مكان بيته. قال: فتبعته. فانطلق، حتى كاد أن يخرج من المدينة،
ثم دخل منزله. قال: فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقال: ما حاجتك؟ يا ابن أخي! قال: فقلت له: سمعت القوم يقولون لك -لما قمت-: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا. فأعجبني: أن أكون معك. قال: الله أعلم بأهل الجنة. وسأحدثك: مم قالوا ذاك.
إني بينما أنا نائم، إذ أتاني رجل، فقال لي: قم. فأخذ بيدي، فانطلقت معه. قال: فإذا أنا بجواد عن شمالي. قال: فأخذت لآخذ فيها، فقال لي: لا تأخذ فيها. فإنها طرق أصحاب الشمال. قال: فإذا جواد منهج على يميني. فقال لي: خذ ههنا. فأتى بي جبلا، فقال لي: اصعد. قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي. قال: حتى فعلت ذلك مرارا. قال: ثم انطلق بي، حتى أتى بي عمودا، رأسه في السماء، وأسفله في الأرض. في أعلاه حلقة. فقال لي: اصعد فوق هذا. قال: قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء؟ قال: فأخذ بيدي، فزجل بي. قال: فإذا أنا متعلق بالحلقة، قال: ثم ضرب العمود، فخر. قال: وبقيت متعلقا بالحلقة، حتى أصبحت. nindex.php?page=hadith&LINKID=661546قال: فأتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقصصتها عليه، فقال: "أما الطرق التي رأيت عن يسارك: فهي طرق أصحاب الشمال". قال: "وأما الطرق [ ص: 567 ] التي رأيت عن يمينك: فهي طرق أصحاب اليمين. وأما الجبل: فهو منزل الشهداء. ولن تناله. وأما العمود: فهو عمود الإسلام. وأما العروة: فهي عروة الإسلام. ولن تزال متمسكا بها حتى تموت" ) .
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=15818خرشة بن الحر؛ قال: كنت جالسا في حلقة -في مسجد المدينة- قال: وفيها شيخ حسن الهيئة، "وهو nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام". قال: فجعل يحدثهم حديثا حسنا. قال: فلما قام، قال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا. قال: فقلت: والله! لأتبعنه، فلأعلمن مكان بيته. قال: فتبعته. فانطلق، حتى كاد أن يخرج من المدينة. ثم دخل منزله. قال: فاستأذنت عليه، فأذن لي. فقال: ما حاجتك؟ يا ابن أخي! قال: فقلت له: سمعت القوم يقولون لك -لما قمت-: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا. فأعجبني: أن أكون معك. قال) أي: ابن سلام -منكرا عليهم قطعهم بالجنة له- ولفظ البخاري: "والله! ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم".
(الله أعلم بأهل الجنة. وسأحدثك مم قالوا ذاك. إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل، فقال لي: قم. فأخذ بيدي، فانطلقت معه. [ ص: 568 ] قال: فإذا أنا بجواد عن شمالي).
"الجواد": جمع: "جادة"، وهي الطريق البينة، المسلوكة. والمشهور فيها: "جواد" بتشديد الدال. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: وقد يخفف). قاله صاحب العين.
(قال: فأخذت لآخذ فيها، فقال لي: لا تأخذ فيها؛ فإنها طرق أصحاب الشمال. قال: وإذا جواد منهج على يميني) أي: طرق واضحة، بينة، مستقيمة. "والمنهج": الطريق المستقيم. "ونهج الأمر وأنهج": إذا وضح. و"طريق منهج، ومنهاج، ونهج": أي: بين واضح.
(فقال لي: خذ ههنا. قال: فأتى بي جبلا. فقال لي: اصعد. قال: فجعلت إذا أردت أن أصعد: خررت على "استي" قال: حتى فعلت ذلك مرارا. قال: ثم انطلق بي، حتى أتى بي عمودا، رأسه في السماء، وأسفله في الأرض، في أعلاه "حلقة". فقال لي: اصعد فوق هذا. قال: قلت: كيف أصعد هذا، ورأسه في السماء؟ قال: فأخذ بيدي، فزجل بي) بالزاي والجيم. أي: رمى بي (فقال: فإذا أنا متعلق بالحلقة. قال: ثم ضرب العمود، فخر. قال: وبقيت متعلقا بالحلقة، حتى أصبحت. قال: فأتيت النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، فقصصتها عليه، فقال: "أما الطرق التي رأيت عن يسارك: [ ص: 569 ] فهي طرق أصحاب الشمال". قال: "وأما الطرق التي رأيت عن يمينك: فهي طرق أصحاب اليمين. وأما "الجبل": فهو منزل الشهداء، ولن تناله. وأما "العمود": فهو عمود الإسلام") أي: أركانه الخمسة. أو كلمة الشهادة وحدها.