وهو "سعد بن معاذ" بن نعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل -الأنصاري، الأوسي- "كبير الأوس" كما أن nindex.php?page=showalam&ids=228 "سعد بن عبادة": "كبير الخزرج" وإياهما أراد الشاعر بقوله:
فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف
[ ص: 570 ]
(حديث الباب)
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي، ص 21 ج 16، المطبعة المصرية
فقالت طائفة: هو على ظاهره. واهتزاز العرش: تحركه؛ فرحا بقدوم روح سعد. وجعل الله تعالى في العرش: تمييزا، حصل به هذا، ولا مانع منه، كما قال تعالى: ( وإن منها لما يهبط من خشية الله ) .
قال النووي: وهذا القول هو ظاهر الحديث، وهو المختار. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري: قال بعضهم: هو على حقيقته، وأن العرش تحرك لموته. قال: وهذا لا ينكر من جهة العقل؛ لأن "العرش" جسم من الأجسام، [ ص: 571 ] يقبل الحركة والسكون.
قال: لكن لا تحصل فضيلة "سعد" بذلك، إلا أن يقال: إن الله تعالى جعل حركته علامة للملائكة على موته.
وقال آخرون: المراد: "اهتزاز أهل العرش" وهم حملته وغيرهم من الملائكة، فحذف المضاف.
والمراد بالاهتزاز: الاستبشار والقبول. ومنه قول العرب: "فلان يهتز للمكارم" لا يريدون: اضطراب جسمه وحركته، وإنما يريدون: ارتياحه إليها، وإقباله عليها.
وقال الحربي: هو كناية عن تعظيم شأن وفاته. والعرب تنسب الشيء المعظم إلى أعظم الأشياء. فيقولون: أظلمت لموت فلان الأرض، وقامت له القيامة.
وقال جماعة: المراد: "اهتزاز سرير الجنازة" وهو النعش. وهذا القول باطل، يرده صريح هذه الروايات، التي ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=3502572 "اهتز لموته عرش الرحمن". وإنما قال هؤلاء هذا التأويل؛ لكونهم لم تبلغهم هذه الروايات. انتهى.
قلت: ولا مانع من اهتزازهما جميعا؛ لأن المكان إذا تحرك تحرك ما فيه.
وأما تأويله "باهتزاز السرير": فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب. وقال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: إنه كان بين هذين الحيين -يعني الأوس والخزرج- ضغائن. جمع "ضغينة" وهي الحقد.
قال القسطلاني: ولم يقل nindex.php?page=showalam&ids=48البراء ذلك على سبيل العداوة لسعد، بل فهم شيئا محتملا، فحمل الحديث عليه. ولعله لم يقف على قوله: "عرش الرحمن" وظن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: أن nindex.php?page=showalam&ids=48 "البراء" قاله غضا من سعد، فساغ له أن ينتصر له.
وسياق الحديث يأبى تأويل "السرير" إذ المراد منه: فضيلته. وأي فضيلة في اهتزاز سريره؟! إذ كل سرير يهتز إذا تجاذبته أيدي الرجال.