فذهب فاغتسل، فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم. فلما جاءه ، قال: "أين كنت يا أبا هريرة؟" قال: يا رسول الله! لقيتني وأنا جنب. فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله". هذه الكلمة في هذا الموضع وشبهه يراد بها "التعجب".
"إن المؤمن لا ينجس" بضم الجيم، وفتحها، لغتان. وفي "ماضيه" لغتان "نجس"، "ونجس" كسر الجيم، وضمها.
فمن كسرها في الماضي، فتحها في المضارع. ومن ضمها في الماضي ضمها في المضارع أيضا. هذا قياس "مطرد" معروف عند أهل العربية. إلا أحرفا مستثناة من المكسور.
وهذا الحديث أصل عظيم في طهارة المسلم حيا وميتا، [ ص: 48 ] فأما الحي: فطاهر بإجماع المسلمين. حتى الجنين إذا ألقته أمه وعليه رطوبة فرجها.
وأما الميت ففيه قولان: الصحيح منهما: أنه طاهر.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تعليقا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "المسلم لا ينجس حيا ولا ميتا هذا حكم المسلم.
وأما الكافر فحكمه في الطهارة والنجاسة، حكم المسلم. هذا مذهب الجمهور من السلف والخلف.
وقد استحب أهل العلم، لطالب العلم؛ أن يحسن حاله في حال مجالسة شيخه. فيكون متطهرا، متنظفا، بإزالة الشعور المأمور بإزالتها [ ص: 49 ] وقص الأظفار، وإزالة الروائح الكريهة، وغير ذلك. فإن ذلك من إجلال العلم والعلماء.