قال: فانطلق، فحرقها بالنار. ثم بعث جرير إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رجلا يبشره، يكنى: "أبا أرطاة" منا. فأتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب، فبرك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على خيل "أحمس" ورجالها خمس مرات).
[ ص: 636 ] (الشرح)
(عن جرير، رضي الله عنه) قال: قال لي رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يا جرير! ألا تريحني) من الإراحة (من ذي الخلصة) بالخاء واللام والصاد المفتوحات، هذا هو المشهور.
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض أيضا: ضم الخاء، مع فتح اللام. وأيضا: فتح الخاء وسكون اللام (بيت لخثعم) قبيلة من اليمن. وكان فيه أصنام يعبدونها (كان يدعى: كعبة اليمانية) بتخفيف الياء. وحكي تشديدها.
وهو هكذا في جميع النسخ؛ من إضافة الموصوف إلى صفته. وأجازه الكوفيون. وقدر البصريون فيه حذفا، أي: كعبة الجهة اليمانية. ويقال له أيضا -كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري-: "الكعبة الشامية".
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: ذكر "الشامية" غلط من الرواة. والصواب: حذفها. انتهى.
يعني: أن "الكعبة الشامية" هي التي بمكة المشرفة، ففرقوا بينهما بالوصف المميز، وأوله النووي، فراجع.
[ ص: 637 ]
(قال: فنفرت إليه) أي: خرجت للقتال. (في خمسين ومائة فارس. وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك لرسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، فضرب بيده في صدري، فقال: "اللهم! ثبته، واجعله هاديا مهديا". قال: فانطلق، فحرقها بالنار. ثم بعث جرير إلى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، رجلا يبشره، يكنى: "أبا أرطاة" منا).
وفي بعض الروايات؛ "فجاء بشير جرير -أبو أرطاة- حصين بن ربيعة" هكذا هو في بعض النسخ: بالصاد. وفي أكثرها: "حسين" بالسين. وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض الوجهين. قال: والصواب: "الصاد" وهو الموجود في نسخة nindex.php?page=showalam&ids=13486 "ابن ماهان".
(فأتى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، فقال له: ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب).
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: معناه: مطلي بالقطران؛ لما به من الجرب، فصار أسود لذلك، يعني: صارت سوداء من إحراقها.