«عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل» رضي الله عنه قال: (كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ) بكسر الراء وإسكان الدال. وحكي ضبطه «بفتح الراء وكسر الدال» ، «والردف» ، «والرديف» : هو الراكب خلف الراكب. يقال منه «ردفته» ، «أردفه» بكسر الدال في الماضي وفتحها في المضارع؛ إذا ركبت خلفه، «وأردفته أنا» ، وأصله من ركوبه على «الردف» ، وهو العجز. وزاد في رواية أخرى nindex.php?page=hadith&LINKID=652644«كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم، على حمار يقال له عفير» بفاء مفتوحة. وهذه الرواية تقتضي أن يكون هذا في مرة أخرى غير المرة المذكورة في حديث الباب. فإن «مؤخرة الرحل» تختص بالإبل ولا تكون على «حمار» .
قلت: ويحتمل أن تكونا قضية واحدة، وأراد بحديث الباب «قدر مؤخرة الرحل » ، والله أعلم.
(ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل » ، أراد المبالغة في شدة قربه ليكون أوقع في نفس سامعه لكونه أضبط. «والمؤخرة» بضم الميم بعده همزة ساكنة. ثم خاء مكسورة. هذا هو الصحيح. وفيه لغة أخرى «بفتح الهمزة والخاء المشددة» «والرحل» : هو العود الذي يكون خلف الراكب.
[ ص: 108 ] (فقال: يا معاذ بن جبل. قلت: لبيك رسول الله وسعديك ) .
وفي معنى «لبيك» أقوال نشير إلى بعضها «في كتاب الحج» إن شاء الله تعالى. والأظهر أن معناها: إجابة لك بعد إجابة، للتأكيد. وقيل: معناه قربا منك وطاعة لك. وقيل: «أنا مقيم على طاعتك» وقيل «محبتي لك» ومعنى «سعديك» : ساعدت طاعتك، مساعدة بعد مساعدة.
(ثم سار ساعة. ثم قال: «يا nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل» يجوز فيه وجهان لأهل العربية أشهرهما وأرجحهما: فتح «معاذ» . والثاني ضمه. ولا خلاف في نصب ابن. (قلت: لبيك رسول الله وسعديك. ثم سار ساعة. ثم قال: «يا nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل» ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك ) ، تكريره صلى الله عليه وسلم نداء nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ لتأكيد الاهتمام بما يخبره، وليكمل تنبه معاذ فيما يسمعه، وقد ثبت في الصحيح أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثة لهذا المعنى. قال: (هل تدري ما حق الله على العباد ) ؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.
«الحق كل موجود متحقق أو ما سيوجد لا محالة، وإذا قيل للكلام الصدق «حق» فمعناه أن الشيء المخبر عنه بذلك الخبر واقع متحقق لأتردد فيه، وكذلك الحق المستحق على الغير من غير أن يكون فيه تردد [ ص: 109 ] وتحيز. فحق الله على العباد معناه: ما يستحقه عليهم وجعله متحتما عليهم.
(ثم سار ساعة. ثم قال: «يا nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل» ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك. قال: «هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك» ؟ قال قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «أن لا يعذبهم ) .