(عن أنس، رضي الله عنه؛ أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: إن الأنصار كرشي) بفتح الكاف، وكسر الراء.
(وعيبتي) قال العلماء: معناه: جماعتي وخاصتي، الذين أثق بهم، وأعتمدهم في أموري.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: ضرب مثلا "بالكرش"؛ لأنه مستقر غذاء الحيوان، [ ص: 658 ] الذي يكون به بقاؤه. و"العيبة": وعاء معروف أكبر من المخلاة، يحفظ الإنسان فيها: ثيابه، وفاخر متاعه، ويصونها، ضربها مثلا؛ لأنهم أهل سره، وخفي أحواله.
(وإن الناس) غير الأنصار: (سيكثرون، ويقلون). أي: ويقل الأنصار. وهذا من المعجزات الظاهرة، والكرامات الباهرة. وقد وقع كما قال، صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن الموجودين الآن -ممن ينسب nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي بن أبي طالب، ممن يتحقق نسبه إليه-أضعاف من يوجد من قبيلتي الأوس والخزرج -ممن يتحقق نسبه- وقس على ذلك، ولا التفات إلى كثرة من يدعي أنه منهم، من غير برهان. قاله في الفتح.
قال التوربشتي: يريد: أن أهل الإسلام يكثرون، والأنصار يقلون؛ لأن الأنصار هم الذين آووه، صلى الله عليه وآله وسلم، ونصروه. وهذا أمر قد انقضى زمانه، لا يلحقهم اللاحق، ولا يدرك شأوهم السابق. وكلما مضى منهم واحد، مضى من غير بدل، فيكثر غيرهم، ويقلون.
زاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: "حتى يكونوا كالملح في الطعام" أي: من القلة. ووجه التشبيه: أن "الملح" بالنسبة إلى جملة الطعام: جزء يسير منه، بالنسبة للمهاجرين وأولادهم، الذين انتشروا في البلاد، وملكوا الأقاليم.
[ ص: 659 ]
(فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم). وفي بعض الأصول: "عن سيئتهم". قال النووي: والمراد بذلك: فيما سوى الحدود. انتهى.