"والمعادن" : الأصول . وإذا كانت الأصول شريفة : كانت الفروع كذلك غالبا .
والفضيلة -في الإسلام- : بالتقوى . لكن إذا انضم إليها شرف النسب : ازدادت فضلا .
ومعنى الحديث : أن أصحاب المروءات ومكارم الخلال ، في الجاهلية -إذا أسلموا وفقهوا- : فهم خير الناس .
(وتجدون من خير الناس في هذا الأمر : أكرههم له -قبل أن يقع فيه-) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : يحتمل أن المراد به : الإسلام . كما كان من nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، nindex.php?page=showalam&ids=22وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو ، وغيره من مسلمة الفتح ، وغيرهم ، ممن كان يكره الإسلام كراهية شديدة . فلما دخل فيه : أخلص ، وأحبه ، وجاهد فيه حق جهاده .
[ ص: 18 ] قال : ويحتمل أن المراد بالأمر هنا ؛ الولايات . لأنه إذا أعطيها من غير مسألة : أعين عليها .
قلت : ولا مانع من إرادة هذين الاحتمالين معا .
(وتجدون من شرار الناس : ذا الوجهين ؛ الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه) سببه ظاهر ؛ لأنه نفاق محض ، وكذب ، وخداع ، وتحيل على اطلاعه على أسرار الطائفتين . وهو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها . ويظهر لها أنه منها ، في خير أو شر . وهي مداهنة محترمة .