(عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -ذات ليلة- صلاة العشاء ، في آخر حياته . فلما سلم ، قام فقال : أرأيتكم ليلتكم هذه ؟ فإن على رأس مائة سنة منها : لا يبقى -ممن هو على ظهر الأرض- أحد . قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : فوهل الناس) بفتح الهاء . أي : غلطوا . يقال : "وهل" بفتح الهاء "يهل" بكسرها ، "وهلا" ؛ كضرب يضرب ضربا . أي : غلط ، وذهب وهمه إلى خلاف الصواب .
[ ص: 20 ] (في مقالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، تلك ، فيما يتحدثون من هذه الأحاديث : عن مائة سنة . وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "لا يبقى -ممن هو اليوم ، على ظهر الأرض- أحد" يريد بذلك : أن ينخرم ذلك القرن) أي : ينقطع ، وينقضي .
والمراد : أن كل نفس -منفوسة- كانت تلك الليلة على الأرض : لا تعيش بعدها أكثر من مائة سنة . سواء قل عمرها قبل ذلك ، أم لا . وليس فيه نفي عيش أحد يوجد -بعد تلك الليلة- فوق مائة سنة .
وقد احتج بهذه الأحاديث : من شذ من المحدثين ؛ فقال : الخضر "عليه السلام" ميت . والجمهور على حياته . . كما سبق في باب فضائله .
[ ص: 21 ] ويتأولون هذه الأحاديث ، على أنه كان على البحر ، لا على الأرض . أو أنها "عام مخصوص" . انتهى .
قلت : وما أبرد هذا التأويل : فإن "الأرض" : تشمل البر والبحر ، بلا شك . والبحر على وجه الأرض . وقد سبق في محله : أن الخضر "عليه السلام" لا دليل على حياته . ولا بد لتخصيص العام من مخصص ، يصلح للتخصيص . ولا مخصص هنا . وقد بسطنا القول على معنى حديث الباب ، في كتابنا : "دليل الطالب ، على أرجح المطالب" . فراجعه .