(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ يقول : من سره : أن يبسط) بضم الياء (عليه رزقه) .
وأجاب العلماء بأجوبة ؛ [ ص: 67 ] الصحيح منها : أن هذه الزيادة في العمر : "بالبركة فيه" بسبب التوفيق للطاعات ، وعمارة أوقاته : بما ينفعه في الآخرة . وصيانتها عن الضياع في غير ذلك . انتهى .
أو المراد : بقاء ذكره الجميل بعده ؛ كالعلم النافع ، ينتفع به . والصدقة الجارية ، والولد الصالح . فكأنه بسبب ذلك : لم يمت . حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض . قال النووي : وهو ضعيف ، أو باطل . انتهى .
[ ص: 68 ] أو المراد : بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة في اللوح المحفوظ ؛ فيظهر لهم "في اللوح المحفوظ" : أن عمره ستون سنة -إلا أن يصل رحمه- فإن وصلها : زيد له "أربعون سنة" . وقد علم الله سبحانه وتعالى ، بما سيقع من ذلك . وهو من معنى قوله : يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . فبالنسبة إلى علم الله ، وما سبق به قدره : لا زيادة ، بل هي مستحيلة . وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين : تتصور الزيادة . وهو مراد الحديث .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي والضحاك -في الآية- : إن الذي يمحوه ويثبته : ما يصعد به الحفظة ، مكتوبا على بني آدم ، فيأمر الله فيه : أن يثبت "ما فيه ثواب ، أو عقاب" ، ويمحى "ما لا ثواب فيه ، ولا عقاب" ، كقوله : "أكلت ، وشربت" ، ونحوهما من الكلام . وهذا باب واسع المجال ، لأن علم الله تعالى : لا نفاد له ، ومعلوماته سبحانه : لا نهاية لها . وكل يوم هو في شأن . ومن ثم كادت أقوال المفسرين فيه : لا تحصر .
قال الإمام : يزيل ما يشاء ، ويثبت ما يشاء ، من حكمته . ولا يطلع على غيبه أحدا . فهو المنفرد بالحكم ، والمستقل بالإيجاد والإعدام ، والإحياء والإماتة ، والإغناء والإفقار ، وغير ذلك . "سبحانه وتعالى : عما يقول الظالمون والجاحدون ، علوا كبيرا" . انتهى ما قاله القسطلاني [ ص: 69 ] "رحمه الله تعالى" . ولنا كلام على هذا الحديث ، حررناه في كتابنا : "دليل الطالب" ، فراجعه . ولعلك لا تجد مثله في بابه .